الجمعة، 26 أغسطس 2016

🎩سـحـر 👀العـيـون


        رب صدفة خير من ألف ميعاد ...عبارة لم انتبه اليه الا اليوم ... اه من تلك الصدف ااه ...سمراء فاتنة العينين لمحتها اليوم ، تتجول بين الازقة كأنها طيف خيال مر بخاطري سريعا وانصهر حينما اختفت عن بصري ... لا بل كأنها فتاة احلامي التي تزورني كل مساء وتداعب أفكاري ....يا رباه كأنما خرقت المستحيل وزارتني منتصف النهار تحمل علي يديها الازهار وتطوقني بيها .. بل اجمل من ذلك كانت ... عروس البحر ضلت طريقها إلي ليلة امس ودنت مني واقتربت... واقتربت ...وكان القمر يراقب ويكشف ما يدور بينا دون ان يخجل و يختبئ او يسترق النظر ...عندما علم القمر قدر شوقي ساعدني في الظفر بمعشوقتي فاتنة العينين عميقة الجمال...اخبرني في اذني سرا انه حينما تمر بقربي سيستدير من اجلي ومن اجل سيدة النساء حتي تسنح لي فرصة رؤيتها بوضوح ... كان يخطط معي كيف يكون شكل اللقاء كان يراقب جمال مليكتي من السماء ... ويرد افتحوا الشرفات والنوافذ ...افتحوا المعابر والسدود ...
          اخلعوا اقنعتكم ايها السادة والسيدات .. فقد حان وقت مرور الحسناء .... وحينما مرت السمراء ... انصرف القمر ... ومزق كل عهود الاتفاق واستسلم... احترق القمر ليلا واحتلت هي مكانه بدرا جديد .... واكتمل القمر قبل ان يبلغ الشهر ربع منتصفه... وولد القمر من جديد من رحم الليل في هدوء تام... وقسم الاضواء في كل مكان دون ان يفرق بين غني وفقير... دون ان يفرق بين اسود وابيض دون ان يفرق بين عقائد وشرائع واديان ... دون ان يفشي سر لنا ويفضح اخطائنا امام الجميع ... دون ان يبخل ... اطلق القمر اضواءه كانه لن يعود بعد اليوم... واحتفل الكون حينما دار بيني وبين تلك الحسناء حوار شوق ساخن كحرب البسوس او اشد بطشا ... كانت ترمي سهام عينيها نحوي ببراعة كأنما تعلمتها من إحدى العرفات ... مرت تلك الجميلة بجانبي كأنها ضوء انعكس من وجه القمر فأصابني في قلبي ... ارسلت الي جنود مقلتيها وحركة رموش العين ايذانا بأن الحب متجه نحوى... وتهديدا باني يوما سأمتلكك واصير اميرة فؤادك... وقتها اومأت برأسي ان لن انصاع لاستبداد عينيك القاتلتين ... و راهنت النجوم المنتشرة في السماء انها سوف تقتل كبريائي وتسقطني في بحر الحب ...راهنت الجبال عديمة الرؤية انها ستزلزل قلبي بنظراتها الخاطفة كأسهم الحروب... وقالت لعيوني المسترخية علي وجهي بكل استهزاء لن تري اجمل مني بعد اليوم ...وقالت لشفتي السفلي ما قالت.......
      يكفيني سحرا قاتلتي...يكفيني همسا معللتي ... يكفي صبرا مدللتي ....يكفيني حكم قاضيتي ...هذا يكفيني... و مرت كالغزالة بجانبي كاريزمية العينين ... واهدتني آيات السلام معذبتي ... نطقت بها عينيها القاتلتين...واصابت عيوني بنظرات خاطفة كالبرق ... يخطف الأبصار... ....لكني احسست بصواعقها تنزل علي قلبي المرهف كدؤي البراكين الحامية ... نظراتها كانت ليست ككل نظرات الفاتنات قبلها ... حارقة كانت صاعقة كانت. .. شعرت حينها كأنني اري لأول وهلة جمال هاتين اللؤلؤتين... شعرت انني سر السعادة يختبئ خلف رموش ناعستيها... واعتراني شعور غريب... رقصت اناملي علي قراطيسي كي تخبركم بما يدور في اخبار قلبي اليوم... وكان اول خبر ... القلعة البرونزية التي افنيت فيها عمري اهتزت مساء اليوم ... بقوة تلك النظرات الغادرة وتضاربت الاخبار عن سقوطها...
      القلعة التي شيدتها كي تحميني رماح الحسناوات انهارت مساء اليوم وشهود العيان كثر القمر والليل والنجوم والبحر ... ااه استعمار عاطفي رهيب استوطنت في قلبي مجددا كل حكايات واقاصيص التاريخ ...ااه من عيناك ارهقت كل حروفي الفاتحة لقلوب العشاق... ارهقت نبضات قلبي وحطمت كل مقاييس النبض واضطربت دقات القلب .... وصاح القلب صارخا... القلعة تنهاروا... القلعة تنهار ... القلعة تنهار ... وقتها استعمار العواطف احتل قلبي الحزين واستوطن ... اسلحة فتاكه نظرات تلك العينين... قلبي القائد اضحي أسيرا يهمس بكلمات الحب... قلبي الصامت جن جنونه وانبعث منه الصخب والضجيج ... قلبي الهادي تركني وغادر كل حدود الخيال ...رحل بعيد عن دنيا صمتي وانضم اليك ...عاشق الوحدة اندمج في مدينة الاحباب وأضحي قيصرا للعشاق يفعل ما يريد ... احسست وقتها بضعفي وقلة حيلتي ... انتابني مالم اشعر به من قبل... رأيت نفسي وقتها كأنني انظر الي الشمس دون حجاب ... احسست حينها كأنما ضروب المعرفة تنبع من ماء عينيها العميقتين ... وتهطل علينا فلسفة وعلم ننهل منهما لكي نتطور ... رشفت سمها فاتنتي ... فخطفت بصري ...مولاتي سمراء تقذف بالسحر من ناعسيتيها ...ااه من سوداء العيون... في عينيها بحر عميق من كلام لا يقال وفيهما لغز يستعصي علي حله ...وفضاء متسع من الجمال ...قصور ضخمة فسيحة الساحات ... في عينيها حراس وجسر يحملك الي افاق ارحب من الثريا ... وميناء سلام ... فيهما سفن ومراسي تيارات عشق قاسية امواجها متلاطمة لا تنام... كأنما تشتعل في مهجتي ... كالنار ليلا بين غابات من حطام ... عيناك نجمتان ضلتا مسارها واستقرتا في مهبط حزين ونشرت فيه تباريح الفرح والسرور... عيناك جنات ورياض محاطة بأروع انواع الزهور... وجهك المبتسم دائما يحكي لنا جمال الحياة وابداع الخالق في دنياه ...عيناك اشعة شمس هاربة تستنجد بك لتسكن وتستوطن في محيط احلامك الوردية ... وتزين وجهك بالوان المغيب ..ولونه الزاهي الشفاف ..
     لم أر مثل تلكما العينان قط ..! أدهشتني حد الاكتفاء .. لم أرتو من لحاظها فنبع نظراتها تنبئك بأن - تأمل الروعة - والنظر إلى الحور في طرفها ينسيك كل شاغل..
عشقتها .. ولست بمؤاخذ ! فقد رمتني بسهامها وجعلت مني صريعها 'وما كنت أقوى على الفرار من مرماها ..

      عشقتها خمرية العينين.. زرقاء العينين خضراء العينين عشقتها سوداء العيين عشقتها حد الاكتفاء ... ولم ادرك حتي الان لون عينيها ... ولا ادري ماذا اقول ؟! وانا لم ازل اجهل لون عينيها تعففا عن النظر .. احذر نظراتها كسم الافاعي خشيت ان يسري في اوردتي واموت هياما بحبها... واسقط بين نظراتها شهيد جديد ... كي يعيش الحب بسلام ...



بقلم : قرشي الطاهر القرشي

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2016 موقع الاديب قرشي الطاهر