الاثنين، 8 أغسطس 2016

الوعد... المنتظر

الوعد... المنتظر.. 🏾ح1

📝 بقلم // قرشي الطاهر القرشي 🖊



بينما أنا مستلق على فراشي، أتنقل بين القنوات على التلفاز لعلي أجد ما يفدني أو أجد شيئا مسليا يشعرني بالارتياح ويزيل الضجر ..... ...
رن هاتفي الجوال ..رفعت الهاتف وإذا بالمتصل صديق لي ....رحبت كعادتي بألفاظ نتبادلها فيما بيننا تعبيرا عن الشوق ... اطمأن علي وأغلق الخط ووضعت الهاتف علي الشاحن قرب النافذة الشرقية لغرفتي ... وعدت مرة أخرى أتقلب بين القنوات فاذا بالهاتف يرن مرة اخري،، تساءلت من المتصل... وضغطت زر الاستقبال علي سماعة البلوتوث وفتحت الخط دون ان أرى المتصل ... فالهاتف كان بعيدا عني بعض الشيء ... فإذا بصوت أنثوي رقصت لحسنه طبلتي أذني... وقالت ..اهلين ... كلمة مزقت ترتيب الكلمات على لساني وشفتي واستعصى علي ان أرد... لقد أنعقد لساني وصام عن الكلام ...واصبحت اردد الوو ..الوو.. موحي اليها انني لم أسمع شيئا... فكررتها مرة اخرى اهلين ...كان صوتها كالثلج علي قلبي المحترق حبا لها دون ان تدري ... استغربت الأمر كثيرا وانتابني شعور أني أحلم ...مرت شهور ولم احظى بجمال صوتها العذب ...لكن كل ما حولي يؤكد لي تماما انني في كامل الوعي ...فزادت دهشتي.. ظللت أخاطب نفسي... هل يا ترى تعلمت السحر وعلمت ما أكنه لها من عشق؟ ... أم جلست لقارئة الفنجان تخبرها كحال كثير من النساء في عالمنا؟؟ ... فأنا لم أجرؤ على البوح لأحد- غير القمر ونسمات الليل - بهيامي بها... يا ترى كيف استطاعت ان تعلم...؟ يا رباه...
من دلها على حبي الخافت...؟ من اخبرها انني متيم يخفي الحب خلف القناع... ويحذر النظر الي وجهها المتحدث جمالا...
جمعت شجاعتي وهممت بالحديث: والتوتر يتحكم في نبرات صوتي.. هلا والله... صاحبة الصوت الانيق... والكلمات الممزوجة بالحنان...هذا كل ما استطعت قوله خلال الخمسة دقائق الأولى من المكالمة... ومضت الدقائق الي ما بعد الستين وهي تكلمني وانا لا ادري ما كنت اقول طوال المكالمة التي فاقت مدتها الساعة والنصف....
كل ما أتذكره أنها قالت: لقد ارسلت لك صورة علي الواتساب شكلك... ما متصل الان ... وسألتني اللقاء غدا في مكان عام ومزقت اعصابي حينما قالت... اريد ان اتحدث معك ...سأفشى لك بسر كنت اخفيه عنك كل تلك الفترة لكني لم استطع ان اتحمل كتمانه اكثر من ذلك ... زاد الشوق في داخلي و يا ليتها لم تقل ما قالت...
 تجسدت هي امامي بجمالها... واصبحت اراها امامي وانا احدثها عبر الهاتف...
أخيرا ختمت حديثها الذي لا يزال صداه عالق في أذني ... بأننا سنلتقي غدا في المتنزه عند مقرن النيلين في الثامنة مساءا ...وقالت وداعا إلى اللقاء وأغلقت الخط ..

نواصل في الحلقة القادمة بإذن الله  ..

الوعد... المنتظر.. 🏾ح2
بقلم 📝قرشي الطاهر القرشي 🖊
************

أنهت المكالمة بين فيها واذني واغلق الخط.. ولكنها اشعلت اللهيب داخل قلبي واوقدت اعواد الثقاب على جسدي النحيل تجتسه وتحرق فيه ما تشاء وتترك ما تشاء ... ولايزال صدي المكالمة يهمس داخل حاستي... كأنها لم تغلق الخط بعد ... ولا زلت استمتع بنعومة صوتها الذي يستقر في الآذان... ويستعمر الفؤاد في لحظات قلائل ويستوطنه ...
رغم انها اغلقت الخط الا انها فتحت امامي خطوط عريضة للتساؤلات والتمنيات ، وتركتني حائرا ، أعتب تارة على قلبي واخري علي عقلي... تركتني أتساءل في فضول زائد واتوقع شتى الاحتمالات... اقول في نفسي تري ما سر توتري الي هذه الدرجة ...هي... هي مجرد مكالمة عادية ...
لا لا لا ليست كذلك ...
بل هي السحر بعينه ...
    يا رباه ماذا اصابني!! ... ماذا استنبط من حديثها المتدفق علي اذني كخرير المياه علي الجداول ... وسؤال واحد اكثرت ترديده ...ترى ما هذا الذي تود اخباري به ... تراها تريد البوح بعشقها....اخشي ان تكون قد هامت بحب رجل غيري وتود ان تخبرني عن ذلك....كلا... اتمني ان لا يحدث ذلك سأموت حزنا .. وألما ان صادفه نبوءتي تلك ... وبينما انا غارق في بحر الاسئلة باحثا عن اجابات افتراضية علها تشفي من غليلي ...
   انتبهت الي انني مستلق علي الارض ومتمدد كأنني قتيل أصيب بسهم اثناء الحرب ... لا ادري ما الذي حركني من فراشي والقاني علي الارض دون ان اشعر...
يا إلهي ...تراني تحركت بمفردي ام بساط الحب من فعل ذلك؟...
متي تحركت؟ وكيف ؟
     كأنما قوة خارقة حملتني من فراشي والقت بي ارضا ... رباه ماذا فعل بي هذا الذي يدعي الحب...
    نفضت الغبار من على ملابسي ... وطردت كل التشاؤم الذي اعتراني خلال تلك اللحظات... وفتحت الابواب لتفاؤل... وذهبت خارجا للعب كرة القدم...
  خرجت مسرور النفس عالي الهمة ، أركض خلف المستديرة كأني لم أركض من قبل ..
لاحظ زملائي همتي ونشاطي الزائدين ... وبدأوا يطمرونني بالأسئلة الساخنة ...
(الحاصل شنو يا زول مبسوط وفرحان ومعنوياتك في السماء ما شاء الله)
    وأنا أجيبهم بابتسامة خجلة .. لا أقوى على قول الحقيقة الجميلة .. لم أبح بها حتى لأعز صديق لي ....
  فالموضوع أخذ كل تفكيري وغير تصرفاتي حتى مع مغاضبي ..
     في ذلك التمرين الجميل أحرزت ثلاثة من الأهداف المرعوبة التي طربت لحسنها جماهير الحي وصفقت ... رغم قلة الجمهور فإني احسست بأني ألعب
( للريدز ) حيث منبع الكرة وأصالتها ... ليفربول وأنا .. عشق خالد ...
    ولكن معشوقتي كسرت تلك القاعدة المتينة ... فصارت هي الأولى وأزاحت الحمر لتتربع على عرش قلبي ...
     كانت أجمل أمسية ... تسامرنا وتأنسنا بعد انتهاء التمرين المدهش الذي كنت بطله دون منازع .... وكل هذا التألق بفضل تلك المكالمة السحرية التي قلبت موازين يومي ... من ضجر إلى سمر وسرور ...وتركت امسيتي كقرية نضبت حقولها فجمعت إيمانيتها  لصلاة ﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ وباتت تنتظر الرباب....
رجعت الى البيت .. أخذت استراحتي وصليت المغرب ..
    جلست إلى أمي أحادثها ... كانت دائما ما تبادرني بالسؤال الذي يؤرق مضاجعها ... ( آها يا ولدي ما لقيت ليك بت حلال نلمك عليها .. عوزه افرح بيك يا ولدي) وأقول :(الصبر يا امي بت الحلال بلقاها بس أنتئ كوني بعافية وكلو يهون ) وتقول هي : رايك شنو في نعمة بت عمك عثمان ؟ أقول : (يا أمي نعمة كويسه وبت حلال .. بس أنا حاليا ما بفكر في الزواج) ...
   تقول ( أنا دائرة أفرح بيك وأشيل جناك ياولدي .. دحين شوف البت ناسبك و وريني أنا دي بخطبها ليك) ..
وأرد (حاضر يا أمي حافرك قريب إن شاء الله.. )
شربت الشاي ودخلت إلى غرفتي .. مستحضرا حديث امي ..
شعور الوجل مع الفرح اختلط ... ماذا لو لم تبادلني ملاكي بالحب الذي أكنه لها
صليت العشاء ودعوت في سجودي أن تكون هي من نصيبي ... ليست لغيري
نمت باكرا ...على أمل الاستيقاظ باكرا .. والسفر إلى الخرطوم لملاقاتها عند الموعد
المنشود


.الي اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله


الوعد... المنتظر.. 🏾ح3
بقلم 📝قرشي الطاهر القرشي 🖊

غمرتني وقتها سعادة عارمة لم أعهدها قط في حياتي...
   تراني متلهفا للقائها ... ماذا أقول ...والدهشة استوطنت ذاتي .... كان الموعد في الثامنة مساء ... على ضفاف النيل الأخاذة. .الساعات تمضي ببطء شديد ولا يزال الليل طفل يحبو بجانبي ... وانا ملهوف انتظره ليكبر وينجلي ، فالموعد غدا ...
لم استطع النوم طيلة تلك الليلة، التوتر باد على وجهي ..
     أحسب النجوم المتفرقة ألهي بها نفسي تقريبا الزمن.. لازلت أتقلب علي الفراش احتضن وسادتي واغازلها ...النعاس بدأ يداعب اعيني ...
    وأخيرا خضعت لنوم متقطع كنوم العليل ...وعلى صوت صياح الديكة وخوار الأبقار صحوت من نومة ... كانت أجمل ما تكون ' كانت هي تتراقص أمامي بوشاحها كنجمات بوليوود على الأنغام الآسرة ..التي تبقى في القلب إلى لأبد.. كان هذا أجمل الأحلام التي راودتني طيلة حياتي....
     ذهبت للمسجد لصلاة الفجر ... وفي طريق عودتي للبيت صادفت عم رحمة الله ذلك الرجل التقي النقي الذي يحبه كل الناس .. صغارهم قبل كبارهم . ألقى علي السلام وأمسك بيدي وظل يحدثني -كعادته عندما يلتقي بالشباب فينصحهم ويخبرهم بتجاربه في الحياة دون أي مقدمات! كأنه والدهم- : ( يا ولدي أسمع حديث عمك رحمة الما بقع واطه ، الزمن العلينا دا زمنا كعب بالحيل .. وما كل زول يخاويك معناها تأمن شرو ، بل كمان أتحسب آنت لغدروه ، الخوة الصادقة باينه .. دحين الزول إن ما ضمنته وعرفت سرو ما تخاويه .. أنا عشت كتير وشفت ياما .. حاجة تقطع القلب لما تعرف بخيانة أقرب الناس ليك) .. وبدأت تترقرق على مآقيه دموع الحسرة والندم ...
    أطبطب عليه وأذكره بحب الناس له ... يهدأ قليلا ويواصل المشي ،، وصلنا إلى داره القابع على بعد شارعين من داري .. دعاني لشرب الشاي ولكني تعللت بالذهاب للبندر فودعني ودخل إلى بيته ..
     وصلت إلى البيت وصدى صوت العم رحمة يتردد في داخلي .. لقد أثر في ولا أخفيكم سرا ، لقد نزلت قطرات الدمع من عيني كذلك .. ولكن أخفيتها حتى لا يزداد الأمر سوءا ..
شربت الشاي وتجهزت للخروج ...
     ودعت أمي وإخوتي .. ولكنهم لا يعرفون السبب الحقيقي لذهابي إلى الخرطوم ... في اعتقادهم أني ذاهب للبحث عن وظيفة محترمة تناسب شهادتي المرموقة..
ولكني في طريق البحث عن ذاتي ومفتاح قفل حياتي ...
ركبت الحافلة وكلي شوق وأمل ..
    أحاول كسر الزمن بسماع أغاني أم كلثوم الخالدة ... وتارة أطفئ ظمأ الروح وشوقها للتلاقي بروائع العاقب محمد الحسن .. إلى أن توقفت الحافلة فجأة ..ونزلت من على الطريق السريع .. لم أعلم السبب ولكن همهمة المساعد ومن معه تخبر أن هناك (انقطاع في سير الماكينة) لم أدري ما هو .. ولكن أيا يكن فقد أساء مزاجي وعكر شيئا من صفو اللحظات.
     توقفنا قرابة نصف الساعة .. وبعدها تحركت الحافلة .. تهللت كثيرا وفرحت .. ولكن لم تدم فرحتي سوى دقيقة واحدة .. تعطلت الحافلة مرة أخرى يا ويلي .. توقفت على جانب الطريق قرب بنشر ومتجر للإسبيرات ...
كان الجو حارا جدا ... فالساعة كانت تشير إلى الواحدة ظهرا ..
    ظللننا على هذا الحال قرابة الخمس ساعات .. حاولنا توقيف الحافلات التي تمر بالطريق ولكن دون جدوى .. فالطريق يخلو إلا من قليل منها وكلها ملأى بالركاب..
    صلينا العصر وتجمهرنا عند بائعة الشاي قرب البنشر نحتسي القهوة والشاي... والسائق ومن معه في شغلهم منهمكون يحاولون إصلاح الأمر ... ويواسونا تارة بكلمات الصبر كلما رأوا السأم في أعيننا ... وأخيرا حل الفرج وأصلح العطب ودارت الماكينة ... فرح الجميع ولكن فرحي كان أكبر ... لكن لم أظهره ..
     جلست على مقعدي المفضل قرب النافذة ، وإذا بصوت الهاتف يرن .. إنه عمي أحمد .. اللهم اجعله خيرا (قلت في نفسي) حاولت إدخال يدي في جيبي لإخراج الهاتف ولكنه يأبى الخروج !!! وصوته يتمادى في العلو ، ونظرات الركاب تربكني ...
أين هذا الهاتف اللعين ¿ ..
أحسست لوهلة أني أحلم ..
نهضت مذعورا لأتبين الأمر..
   ولكن صدق إحساسي فقد كنت أغط في نوم عميق واختلط الحلم بالواقع ...
كان كل ذلك اضغاث أحلام ...
    ظللت انظر الي الساعة والهلع يتملكني ،، فوجدتها تشير الي الحادية عشرة والنصف...لم يبلغ الليل منتصفه بعد ...
أخذت نفسا عميقا وحمدت الله أن جعل كل هذا حلما..
   ذهبت إلى الجراج متفقدا لسيارتي (البوكس 83 ) .. التي لم أذهب بها من قبل إلى الخرطوم.. فالعمل بها داخل القرية يريحني ومكسبه جيد.. تفحصتها جيدا وعدت إلى فراشي أنتظر الصباح .. ولو كنت أستطيع الذهاب إلى الصباح لفعلت...
ما أطول هذه الليلة...


..الوعد... المنتظر.. 🏾ح4
بقلم 📝قرشي الطاهر القرشي 🖊


عدت إلي سريري مرة اخرى، محاولا تهدئة الروع والقلق الذي انتابني ...
     لازلت اتقلب علي فراشي القطني الناعم... محاولا النوم من جديد... ولكن هيهات ... فقد خاصمني النوم وعاداني.. لم استطع النوم الا دقائق معدودة ..ثم أصحو من نومي مذعورا ... انظر من على النافذة فإذا بالنجوم تتلألأ تزين سماوتانا .... استهواني منظر النجوم وضوء القمر فخرجت الي فناء المنزل ألهي نفسي بهما لعلي اري انعكاس وجهها عليه ... فيطمئن فؤادي بأن الموعد لم يحن بعد ....
     لا أريد أن أتأخر عليها .. ولا أستطيع ذلك فإني أظل أحسب للقاء الذي يجمعنا سويا ...فاحكي لها ما يدور بداخلي... وافشي لها سر الحب الذي يؤرقني من سنين ... ولا ازال اسامر القمر.. وحينما يزورني طيفها خلف اضوائه ... تزداد نبضات قلبي ... وتعلو كأصوات الطلمبات التي تحمل الماء من النهر لتروي الحقول ...
     يا ليتها تروي ظمأ روحي برؤيتها... هواجس الليل تمر من امامي وخلفي .. وقلبي يتمني ان يرسم الليل علي القراطيس بقلم رصاص حتي يستطيع محوه ويشرق بريق الاوراق البيضاء فينكشف الظلام ويحل الصباح فيقترب موعد الحبيب المنتظر .. ولكن دون جدوى فالليل لا يكسر تكاتفه... الا اشراقة الشمس النائمة عند المغيب.....
     اه ... لو استطيع محادثتها حتي تشرق او اخبرها حوجتي الماسة اليها ... واه اه لو استطيع تحريك كل ساعات العالم... واوقفها عند الثامنة تماما... وانتظر علي ضفاف النيل موعدي... فإني أود البوح بما يحرق دواخلي منذ سنين .. وقد غنمته آخرا ..
 فيا ليل أدن و يا نهار انجل و يا شمس غيبي ... فقد حجبتموني جميعا عن لقيا حبيبي ...
    لا أطيق الانتظار أكثر من ذلك... ولاتزال تلك الليلة ترفض الرحيل رغم اني رتبت لها سبل الرحيل عن ديارنا... لم اتحمل طولها... لكن ماذا بيدي ان افعل... قلبي يردد ما أطولك ايها الليل اه ...
شعرت بطول تلك الليلة كأني مريض يان من شدة السقم ...
ما اطول دقائق الانتظار ... ولسان حالي يدندن للموسيقار محمد الامين ...
أﺷﻮﻓﻚ ﺑﻜﺮﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ  *** ﺗﺼﻮﺭ ﺭﻭﻋﺔ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ
ﺃﻧﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺃﻧﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ *** ﺃﺳﺎﻫﺮ ﻭ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺗﺸﻬﺪ
ﻭﻋﺪﺗﻚ ﻗﺒﻞ ﻛﺪﻩ ﻣﺮﺍﺕ **** ﻭﻟﺴﻪ ﺑﺮﺅﻳﺘﻚ ﺑﺤﻠﻢ
ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﺠﺒﺮﻧﻰ  *** ﺃﺧﺎﻟﻒ ﻭﻋﺪﻯ ﻭ ﺃﺗﻠﻮﻡ
ﻭﻟﻮﺗﻌﺮﻓﻨﻰ ﺗﻌﺮﻓﻨﻰ ﻛﻢ *** ﺑﺘﻌﺐ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻨﻚ ﻭﺃﺗﺄﻟﻢ
ﺃﺿﻴﻊ ﺃﺗﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﺃﻗﺪﺭ *** ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻳﺎﺭﻳﺘﻨﻰ ﺍﺗﻌﺸﻢ
ﺃﺷﻮﻓﻚ ﺑﻜﺮﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ
 ﺃﻃﺎﻭﻋﻚ ﻳﺎ ﺍﺭﺩﺍﺓ ﺍﻟﺤﺐ *** ﻭﺃﺳﻠﻢ ﻟﻴﻚ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻯ  
ﺃﻓﻀﻰ ﻇﺮﻭﻓﻰ ﻭﺃﺗﻔﺮﻍ *** ﻭﺃﺑﺎﺩﺭ ﺑﻜﺮﺓ ﻓﻰ ﻭ ﻋﺪﻯ
ﻭﻳﺎ ﻳﻮﻡ ﺑﻜﺮﺓ ﻣﺎ ﺗﺴﺮﻉ *** ﺗﺨﻔﻒ ﻟﻰ ﻧﺎﺭ ﻭﺟﺪﻯ
ﺣﻨﺎﻧﻚ ﺷﻮﻓﻨﻰ ﻣﺴﺘﻨﻰ *** ﻣﻌﺎﻯ ﺃﺷﻮﺍﻗﻰ ﻣﺎ ﻭﺣﺪﻯ
ﺃﺷﻮﻭﻓﻚ ﺑﻜﺮﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ *** ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻣﺎ ﻃﻴﺐ
ﻣﺼﻴﺮ ﻣﻜﺘﻮﺏ
ﻭﻛﺎﻥ ﻻﺯﻡ ﻧﺤﺐ
ﻧﻌﺸﻖ ﻭﻧﺠﺮﺏ ﻧﻼﻗﻲ ﺍﻟﺴﻬﺪ
ﻭﺩﺍﻋﺎ ﻳﺎ ﻇﻼﻡ ﺍﻟﻬﻢ
ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﺍﺑﻨﺎ ﻣﺎ ﺗﻌﺘﺐ
ﻭﻣﺮﺣﺐ ﻳﺎ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺤﺐ
ﺗﻌﺎﻝ ﻣﺎ ﺗﺒﺘﻌﺪ . . . ﻗﺮﺏ
. .. ولا ازال ابحث عن النوم الضائع كانه لص يختبئ داخل الثياب التي اتغطى بها... تحصنت قبل النوم ورتلت اية الكرسي وبعض السور التي اوصانا بها المصطفي صلي الله عليه وسلم ... وخلدت الي فراشي انتظر النوم...
***********
..الي اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله ...



..الوعد... المنتظر.. 🏾ح5
بقلم 📝قرشي الطاهر القرشي 🖊

داهمني النعاس وامتلك بصري فاستسلمت اليه... ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻛألحلم ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻄﺎع ان يتملكني بتلك السرعة... وقبل وقت قريب كان يجافي كلتا عيناي ... انهارت قواي وضعفت مناعتي صرت لا أقوى على التحكم حتى في رمشي، ﻷﺟﺪ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺟﻴﺪ ﻟﻨﻮﻡ ﻫﺎﻧﺊ ...
   وبعد منتصف الليل بساعة ونصف وقليل من الدقائق نمت ليلتي قرير العين تراودني الأحلام الوردية ... . أحلم فيها بحياتي وبسمة أمل ابحث فيها عن وجه جميل سوف الاقيه غدا ... ابحث فيها عن قصر يضمني انا وحبيبتي دونما حراس ورقيب ... واهرب معها ببساط الريح من حقائق الواقع الاليم وأكاذيبه ... واعلم ان لقاءه سينتهي باستيقاظي فتمنيت ان لا افيق من نومي الا علي صوتها يناديني صباح الخير
يا حبيبي...
     وافتح عيناي بهدوء فأري وجهها الصبوح يقف قبالتي ...فينشرح صدري ... لدي موعد مع انثى تختصر بجمالها جميع النساء...
سأقابل أجمل نساء الدنيا ...
     صحوت باكرا ... قبل الجميع فتحت عياني قبل المنبه الذي كنت اضبطه علي صلاة الفجر ...لم اسمع حتي صوت الديك لاني سبقته على الاستيقاظ باكرا كنت اشعر وقتها بنشاط متناهي لم اعهده من قبل.. وﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻫﻮ : ﺇﻧﻨﻲ ﻻ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﻨﺸﺎﻁ ﻭﺣﻴﻮﻳﺔ ﻭﻣﺰﺍﺝ ﺭﺍﺋﻖ
   ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ! ... فكان ذلك الصباح غريب بالنسبة لي... ﺃﺣﺐ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﻭﺍﻟﺼﻤﺖ ... ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﺧﺎﺀ ﻭﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﺴﻴﺔ ﻭﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺃﺟﻠﺲ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻲ ... ﻷﺷﺎﻫﺪ ﺍﻟﺘﻠﻔﺎﺯ ﺃﻭ ﺃﻗﺮﺃ ﻛﺘﺎﺑﺎً ﺃﻭ ﺃﺷﺮﺏ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﺃﻭ ﺃﺳﺘﻤﻊ ﻟﻤﻮﺳﻴﻘﺎﻱ ﺍﻟﻤﻔﻀﻠﺔ واعيش معها فهي عصارة أمهر العازفين في العالم...
أمثال ..:
ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺃﻟﺒﻴﻨﻴﺰ – ﺷﺎﺭﻝ
ﻓﺎﻟﻨﺘﻴﻦ – ﺑﻴﻼ ﺑﺎﺭﺗﻮﻙ – ﻟﻮﺩﻓﻴﻎ ﻓﺎﻥ ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ – ﻳﻮﻫﺎﻧﺲ ﺑﺮﺍﻣﺰ
ﻓﻴﺮﻭﺗﺸﻮ ﺑﻮﺳﻮﻧﻲ – ﻓﺮﻳﺪﺭﻳﻚ ﺷﻮﺑﺎﻥ – ﻛﻠﻮﺩ ﺩﻳﺒﻮﺳﻲ – ﻓﺮﺍﻧﺘﺲ
ﻟﻴﺴﺖ – ﻣﻨﺪﻟﺴﻮن ...
ثم الموسيقار حافظ عبدالرحمن ...
او الدكتور الفاتح حسين... بشير عباس... محمدية... عاصم الطيب قرشي كلهم مبدعين..
    بعد ان نهضت من فراشي رأيت الاضواء داخل غرفة امي وعلمت انها مستيقظة ... فذهبت نحو غرفتها وطرقت بابها بكل ادب ولطف بصوت منخفض فسمعتها تقول تفضل يابني ...وجدتها تجلس علي سجادتها ...حين دخلت عليها... وانا اقول...
ﺻﺒﺎﺡُ ﺍﻟﺨﻴﺮِ ﻳﺎ ﻗﺪّﻳﺴﺘﻲ ﺍﻟﺤﻠﻮﻩ
صباح الخير امي الحبيبة...
     فتبسمت ودعواتها تحيط بي وتلاحقني... نهضت من سجادتها واحتضنتني بلطف وقبلتها علي يديها وعلي راسها... ثم توضأت ...واستأذنتها بالذهاب الي المسجد دخلت وصليت ركعتين وتناولت احدي المصاحف ارتل ما تيسر من كتاب الله ...وصليت بالمسجد كعادتي ، وبعد فراغنا من الصلاة صرت أتلفت عن يميني وعن شمالي وانظر في الصف الاول والثاني ... لعلي أجد العم رحمة الذي رأيته في الحلم فآنسني حتى البيت وينصحني ويدعو لي ... ظللت انتظر آملا ملاقاته ولكن دون جدوى .. خاب ظني وقلت في نفسي.. لم لا يكون الحلم حقيقة..
غادرت المسجد متوجها للبيت ..
   وعند عودتي وجدت أمي الحبيبة وقد جهزت الشاي تنتظر عودتي صبت الي منه و شربنا سويا وتأنسنا وتحدثنا ...ودعت لي كثيرا كأنها لن تراني بعد اليوم
وعند السابعة جهزت نفسي تماما ..
لم يصعب علي اختيار ما ألبسه كما صعب علي تلك الليلة ..
   لبست أجمل ملابسي وهي ليست كذلك في ذلك اليوم ... فإني سأقابل امرأة بحجم الدنيا ...
وعندما أحسست أني سأتأخر ...
     ودعت أمي ففاضت دموعها مسحت من علي خدودها المبللة الدموع وقلت لها برفق إني سأعود غدا يا أمي فلا تقلقي .. هوني عليك ..
حينها فرحت وتهللت وصارت تدعو لي بكل ما هو جميل ..
   وخرجت متجها الي الجراج وقلبي يحدثني ان خطب جلل سوف يحدث معي اليوم ... وفجأة تذكرت ذلك الحلم المزعج ( الكابوس) الذي راودني قبل فترة لا اذكر تاريخها جيدا ... حلمت وقتها ان هناك كثير من العقبات ستقابلني في الطريق إلى رؤيتها وانني لن استطيع مقابلتها الا بمعجزة .... فزرفت الدموع اسفا علي حالي ان تحقق ذلك الحلم وابتهال لله ان يتم اللقاء بيني وبينها بسلام ... كابوس عدم رؤيتها يراودني بشدة ... وبدأت دقات قلبي تتسارع والغيظ يملأها وبدأت اهدي من روعي واقول في نفسي ما تلك الا أضغاث احلام يستحيل ان تتحقق ... ولكن حدث مالم يكن في الحسبان...
**********...
🏻..الوعد... المنتظر.. 🏾ح6
بقلم 📝قرشي الطاهر القرشي 🖊

وبينما انا في الجراج اتفحص سيارتي التي سأستقلها لرحلتي طويلة المدى .خطر على بالي العم رحمه وظلت تدور عدة تساؤلات في نفسي ليس لها سبب واضح ! لذلك ظننت أنه قد يكون هنالك خطب جلل ، فعم رحمة ليس موجود في الحقيقة ولكن رسمه ذهني في أحلامي حتى تصبح أكثر سعادة...
    وكنت مشغولا ايضا بمعشوقة الفؤاد التي ستفصح عن الكثير في ليلة قمرية بديعة في رسمها.... كنت افكر بكل ما املك من طاقة عقلية في تلك الحسناء وطيفها الذي يراودني... لا بل لم يبارحني لكي يراودني... كنت لا اهتم بالمناظر على الطريق فكل ما يشغل بالي ان اصل في الوقت المناسب ... حين زاد قلقي تناولت علبة السجاير واشعلت سيجارة تخفف علي القليل مما يعتريني من الم التفكير ...كنت اسير علي الطريق منطلقا بأقصى سرعة لا اهتم لكل رادارات المرور التي تنتشر على امتداد المسار .... وقتها انتبهت للطريق ....كدت ان اصطدم بإحدى السيارات المتجهة من الجانب الاخر فقد كان الطريق ضيق بعض الشيء تفاديت تلك السيارة بأعجوبة بالغة ولكن تفاجأت بأحدهم يعبر طريق الاسفلت وحاولت تفاديه هو ايضا لكن القدر قد سبق حكمتي وسرعتي ... دهست ﺳﻴﺎﺭتي رجلا طاعن في السن ﻭ ﺳﺒّﺒﺖ ﻟﻪ ﺟﺮﻭﺣﺎ خطرةً ﺃﺩّﺕ إلى نزيف مستمر .
    فقد كان اﻟﺤﺎﺩﺙٍ ﻣﺄﺳﺎﻭيا جدا تقشعر له القلوب المتحجرة وتلين .. وجدت نفسي ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ تبعد عن بلدتي المئات من الكيلومترات... ﻟﻜﻦ ﺍﻟوضع ازداﺩ سوءا عندما تجمهر عدد كبير من الناس امام مسرح الحادث... ودون سابق إنذار سقط عمود الكهرباء القابع على جانب الطريق على المتجمهرين في ذلك الجانب ...
لكن لم يصب أحد بأذى .. إلا من خدوشات لا تذكر..
    جمعت قواي ومعي شاب لبِكائه صوت يهز القلب .. تمالكت اعصابي وتوجهنا نحو المصاب والدم يملأ المكان ...لم أصدق ما رأيت فقد ذهلت عندما رأيت وجه المصاب ،، فقد كان صديق لي يزورني في أحلام النوم واليقظة ،، كان هو العم رحمه بشحمه ولحمه وتفاصيله الدقيقة التي أراه بها كلما زارني في الليل .. هو لا غيره .
كيف لشخص لم أره حقيقة أن أراه عيانا ، بل وادهسه بسيارتي ..
آه ثم آه ..
تحسرت وندمت أيما ندم ..
    وتحركنا بسرعة إلى المشفى لإنقاذه .. تم إدخاله إلى غرفة العناية المكثفة .. وخارجها تسمر ذلك الشاب الوسيم .. الحزن على وجهه بائن وصوت دمعاته لها صدى عند سقوطها على أرضية المشفى اللامعة..
    صرت متوجسا ودعوت الله أن ينقذه . حتى يطمئن قلبي ولاتطاردني الكوابيس المفزعة لبقية حياتي..
    بدأ الشاب في الحديث إلي بعد سكوت طويل .. وأول ماقاله .. : إنه مثل أبي وصديقي الصدوق..
   اسمه عبدالله وهو رجل طيب المعشر سمح الأخلاق .. يحبه كل أهل القرية.. للسانه حلاوة تذيب القلوب..
   ولكن كان ثمة ما يشغل باله في الآونة الأخيرة .. فتجده أحيانا مشغولا بهموم بناته السبعة وولده الذي ذهب الى المهجر منذ خمسة سنين ولم ترده أخبار منه ..فهو زوج لامرأتين .. توفيت الأولى وبقيت الثانية تشاركه احزانه .. وهو رغم كل ذلك ينثر الفرح والبهجة في نفوس من يجالسوه .. من يجالسه يحسب ان ليس له هما .. هموم ملقاة على عاتقه يفكر كيف يجلب لأسرته ما تقتاته.. ' كان يستقل المنعطف المتجه لأقصى الشمال الغربي والمنحرف علي التقاطع ..متجه للبلدة ﻟﻤﻼﻗﺎﺓ ﺻﺪﻳﻘﻪ الحبيب ..
     وفجاءة ضجت الصالة بالممرضين والمسعفين .. وبعد برهة.. خرج إلينا الطبيب مطأطئ الرأس حزينا .. لم يتجرأ أحد لسؤاله .. فالجواب واضح ... انفجر الشاب بالنحيب ونزلت دموع الاسى من مآقي كذلك..
  ﻋﺒّﺮﺕ له ﻋﻦ حزني واسفي ﺍﻟﺸﺪﻳﺪين فكثافة الغابات علي الطريق والاتربة التي كانت تحملها الريح حجبت رؤيتي... وكما ان الشوق الي من تنتظرني زاد من توتري ... وتعصبي كنت اسير بسرعة عالية... مسابقا ساعات ذلك اليوم.....ولكنه القدر..
    أخرجنا الجثة وذهبنا للقرية لمراسم الدفن ... كان الخبر كالصاعقة على اهل القرية .. البكاء والعويل يضج بالأمكنة .. لم اشهد مثل هذا اليوم طيلة حياتي ،
   صار الناس يتبارون في وصفه ﻭﻭﺻﻔﻪ ﺃحد الحضور ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺮﻳﻢٌ ﻭﻟﻄﻴﻒ. ﻭانتبهت الي صرخة احدي النساء تبكي ﻗﺎﺋﻠﺔً ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻻﺋﻖ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ، ﻭﺻﺎﺩﻗﺎ الحديث ًﻭﻛﺮﻳﻤﺎً جواد كأنه حاتم هذا الزمان ... ﻭﻣﺠﺘﻬﺪﺍً في مسؤلياته الحياتية وﺃُﻟﻘِﻴَﺖ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ ، ﺟﺮّﺍﺀ ﻗﻴﺎﺩتي ﺍﻟﻤﺘﻬﻮّﺭﺓ ﻭﺍﻣﺘﻨﺎعي ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺩهسته ...
سحر الحب والتوتر افقدني صوابي واعلم اني مخطئ ... اخذت وقتا للتفكير والموعد لا يحتمل ااي تاخير... بينما انا كذلك ناداني بوليس النجده... فانتبهت فجأة الي نفسي وماذا افعل..

***********


..الي اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله ...
🏻ح7..الوعد... المنتظر.. 🏾
بقلم 📝قرشي الطاهر القرشي 🖊

 وعندما كنت اجرجر خطواتي تلبية لنداء ذلك الضابط ...نظرت اليه والمكر يظهر على عينيه... صراحة لم اشعر بالراحة تجاهه ... احسست كأن بيني وبينه ثأر قديم حان وقت تصفيته...
     وفجأة انتبهت الي ان هناك شيء يسري داخل جسمي لم ادري ما هو لكنه جعلني انشغل به اكثر من ذلك الذي حدثتكم عنه.... شعرت بشيء يتسلق جسدي فأحسست برعب لا يوصف لدرجة انني لم استطع الحراك من مكاني... شعرت كأنما حية كبيرة... تزحف علي رجلي... وتتسلق ببطء شديد... واخري صغيرة كأنها عقرب او عنكبوت سام... وقتها تصببت عرقا ... لم اشعر بنفسي الا وانا انتفض بقوة عارمة... وكل ما تحركت اشعر بذلك الشيء يتحرك ... حاولت التخفيف من توتري والنظر الي ما يتسلق جسدي....ولما نظرت الي ذلك الشيء وجدته حبل التف علي كلتا رجلي وعندما احاول حله تشتد عقدته... اخيرا انتابني شعور بالراحة... ولما كنت امشي نحو ذلك الضابط يتبعني مجموعة من الناس كنت مرتبكا بعض الشيء ....تراودني الشكوك في ما حصل ولا اعلم ماذا افعل غير ان استسلم لذلك الضابط ... وحينما وصلته وهممت بالحديث معه رأيت منه بعض الأمور الغريبة ... لا ادري كيف واصفها حسبت وقتها ان توتري من فعل ذلك... تغيرت ملامح الضابط الي مالم يحتمله عقلي رأيت امامي رجل ضخم تحسب من شكله انه ليس بشري...فقط وجهه يوحي اليك انه إنسان ، ثمت لعاب يسيل من فمه ، وصوته لا يشبه شكله منظره ارعبني ولكن رجولتي تجبرني على الثبات... وحين رآي مني ذلك الرعب صرخ في وجهي بكلمات لم افهمها... لكنها اوحت لي بالغضب الشديد من فعلتي... وفجأة سمعت أصوات غريبة تملأ المكان كأنهم يريدون مني القصاص . من توتري اصبحت لا اشعر بانني اتنفس ، ورغم انني ما زلت في تلك الغابة الا انني شعرت كأنني في غرفة مغلقة احتاج الي تهوية حسست وقتها ان جميع النوافذ والستائر مغلقة ، ولا تزال الاصوات تعلو من حولي ، ومما طمأنني ان الوقت كان وقت الظهيرة ، وما أقلقني ان الطريق خال من السيارات العابرة ...كأنما جميع الناس نائمين ، وفجأة حدث مالم يكن بالحسبان ، احدهم اغلق باب سيارتي بعنف غريب ، ليس ما ادهشني عنف ذلك الشاب ، وانما ادهشني من اتى بسيارتي الي طريق القرية ، وكنت اظن نفسي نسيتها علي طريق الاسفلت ، ولما ذهبت لأرى ما يحدث عن قرب وجدت كل الابواب مفتوحة الا الباب الخلفي مقفلا وستائر العربة منسدلة بطريقه لم اعهدها من قبل و مرتبه جدا ، وقتها صدقا اعتراني الخوف الشديد ، وأكثر ما أرعبني عندما نظرت داخل السيارة... ووجدت الدماء تملأ المكان ، الخوف كاد ان ينسيني موعدي ، ولكن ليس بيدي حيلة غير ان اتصل علي حبيبتي واقوم بتأجيل الموعد... قال لي الضابط هيا اركب علي ظهر السيارة إيها الجاني القاتل سترى معي اسوأ ايام عمرك... سأجعلك تتمني الموت كل يوم... كلماته كادت تفقدني صوابي الا ان ايماني داخل قلبي يقول لي... قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا... حينما هممت بالصعود الي السيارة... قلت "بسم الله"... وكانت المفاجأة... وجدت نفسي اجلس علي كوم من الاوساخ... اصبحت وقتها ارتل آيات من القران... واحمد الله علي انني بخير... نظرت عن يميني فلم اجد الا الخلاء وعن يساري فقط الخلاء .. وبعض الشجيرات المتفرقة ... رغم ان الوقت كان ظهرا ... نظرت خلفي فرأيت الغابة تبعد عن مئة متر ... ذهبت ماشيا ابحث عن سيارتي والتوتر قد سلبته آيات القران التي كنت لا اقف عن تلاوته مذ تلك اللحظة واخير وصلت الغابة ووجدت سيارتي صدمت بعض الاشجار صدمة خفيفة ولا وجود لدماء او اثر لقتل ... وقتها داهمني الفرح وقلت الحمد الله الذي نجاني ... ولا زلت اردد ...( اللهم لا نسالك رد القضاء ولكن نسالك اللطف فيه)... وبينما انا واقف علي باب سيارتي استجمع ما انصهر من قواي بما حدث سمعت وقتها شخير يصدر من خلف الاشجار وذهبت اتبين ما لخطب.... وكانت المفاجأة الكبرى..

🏻..الوعد... المنتظر.. ح8🏾
📝بقلم // قرشي الطاهر القرشي 🖊


عندما كنت في طريقي الي صوت الشخير الذي كان يضج بالمكان ... ويختلط ببعض الانين... حدث مالم يكن متوقعا ... وفي تلك الغابة عليك توقع كل شيء...
تسمع اصواتا مختلفة ... توحش تلك الغابة التي لم ار مثلها الا في افلام الرعب... وحينما قاربت للوصول الي صوت الشخير...فكرت خلال ثواني ان اتراجع عن قراري وانسى... فقد يكون فخ ... نصبته لي افعى مجلجلة ... لتوقع بي... او لصوص ...يتمنون ان يسرقوا ما بحوزتي من بعض الاموال... والممتلكات الثمينة... بعدما فكرت في التراجع تحرك شعور الانسانية بداخلي ...ومنعتني من فعل ذلك... وعند اذن سرت الي اجرج الخطأ ... وفجأة تملكني الهلع حينما سقط خلفي شيء ما لا ادري ما هو لكن توتري زاد الامر تعقيد وبرع في تضخيم ذلك الصوت ... ادرت وجهي بسرعة لعلي اجد شيء ادافع به عن نفسي... واعلم ما الخطب... ونظرت تحت قدماي... فاذا بي ارى مسدسا... واقول في نفسي يا لا الهول ... يا إلهي ... ومن شدة ارتباكي لم اره من اول وهلة .. صرت اتلفت في كل الاتجاهات باحثا عن صاحبه... وما خطبه وفجأة سمعت حركة من فوق رأسي واصوات تتعالى.... جن جنوني من كثافة الجنود او اللصوص فوق راسي ...وصور لي عقلي شتى المآسي ...رفعت راسي بسرعة... حتي كدت افقد عنقي من سرعتي... فاذا هي مجموعة من القرود تلعب بمسدس آخر و تقاذفه فيما بينها ،، ذهلت من الأمر ... وعندما دققت النظر في المسدس الذي بحوزتي ، وجدا انه لا يعدو كونه لعبة للأطفال .. ضحكت والصدى يزيد من ضخامة صوتي.. هاهاهاهاهاهاهاها ضحكت على نفسي ومن جزعي لأمر لا يستحق ...
     واصلت السير بخطى بطيئة... وحذرة بعض الشي.. ومسرعة تارة اخري... وعندما وصلت تلك الشجرة التي يصدر منها الصوت ... استغربت الامر... عندما وجدت احد الاطفال يلتحف بعض من اوراق الشجر ... وبجانبه حقيبته المدرسية ... نظرت اليه اتمعنه جيدا قبل ان اوقظه ... ولمحت بعض الكدمات والجروح علي جسده النحيل ... وحسدته علي النوم ... وقلت عبارة اعجبتني ... واصبحت ارددها كثيرا ..إني لأهوى النوم في غير حينه.. لعل لقاء في المنام يكون... وبكل لطف ايقظت ذاك الصبي ذو الأحد عشر ربيعا... او اقل... فنهض مفزوعا وانفجر بالبكاء... تحدثت اليه بكل تحنان حتى يشعر بالطمأنينة من ناحيتي حسنا يا حبيبي لا تخف انا عمك.. أتوعدني ان تكف عن البكاء ...فانا لن اوذيك ... ولما هم بالحديث الي... انفجر ضاحكا والدموع تزين خديه ... من فعل احد القرود التي سلبت نظارتي وارتدتها ... فقلت.. في نفسي ... اني مثلك يأبني اريد البكاء بشده ولكن ثمة ما يمنعني ....فقد فقد الناس القدرة على البكاء لأنّهم يبكون بدموع إلى الداخل       ..
ورجعت احدثه واسأله عن اهله ... فلم ..يرد... وفجأة انتبهت اليه... فوجدته ملقى على وجهه... يسند راسه علي حقيبته المدرسية ... حسبته عاد الي النوم مجددا... او انه يقوم بالتمثيل علي ..وبلطف همست له في اذنه... وضربته علي كتفه ...لكنه لم يستجيب ...انتابني القلق وليس معي من يعين... لحسن حظي انني.. كانت لدي خلفية عن الاسعافات الاولية... فقمت بما يلزم... وحملته علي كتفي...وادخلته سيارتي... واسرعت به الي المشفى... ولحسن حظه كان المشفى قريب من تلك الغابة ... وهرع الينا الاطباء بارك الله فيهم مسرعين
ونقلوه فورا الى غرفة العناية المكثفة ...وبعد قليل من الوقت علمت ان لديه هبوط في الضغط .. من فعل الجوع والعطش ... ولا خوف على صحته
ولن يحتاج ان يبقى فى رعاية المشفى... وحينما كنت اتحدث مع الطبيب بشان الطفل... شعرت بحركة غريبة واصوات اغرب في غرفته ...انتابني القلق عليه ... وفجأة رايته يأتي إلي مبتسما ... وركضت اليه احمد الله علي صحته ... واقنعته بالذهاب معي واخذته علي سيارتي مجددا اصحبه معي ...وسالته مرة اخرى عن امه وابيه ...فبكى بكاء خافت.. وقتها اوقفت السيارة واقتربت منه اكثر ...فقال والدموع علي خديه... مالم يرد بخيالي ...


. ..الوعد... المنتظر.. ح9🏾
📝بقلم // قرشي الطاهر القرشي 🖊

  قال لي والدموع تنهمر من مقلتيه كشلالات السبلوقة ،والانين والعبرات يستعمرن حباله الصوتية ، والأسى والحزن باد علي وجهه ... انتابني شعور انه يتهيأ لينعي لي شخصا عزيزا على قلبي وقلبه. .ورسم لوحة من الحزن ألوانها الدموع ، عيناي بدأت تذرف الدمع حتى بلل الدمع خدي ... ثم اجهشت بالبكاء فجأة .. اشد بكاء منه... وهو يقول لا تنخدع يا عمي بمظهري فانا من اسرة ميسورة الحال ...كل ما احتاجه يجلبه لي والداي ... وما تشتهي نفسي اجده..
فقط كل ما علي الا ان ارفع سماعة الهاتف واطلب منهم ما أبغى ...استغربت كثيرا ..
       لم اتوقع ان يكون هذا اول ما ينطق به.. فقد ذهبت بتفكيري بعيدا ..
       لم يوضح سببا لبكائه.. ...واصبحت أتساءل هل يشعر بالمرض ... صرت أنظر إليه بتمعن.. هل مازالت اثار الاغماء عليه ... ما الذي يجعله يبكي... أثار اهتمامي بشدة . قال والداي هم السبب... وقتها زادت حيرتي وسألت باستغراب ودهشة.. ماذا؟؟... قال اجل هو ذاك الذي سمعته... هما لا يدركان معني الحياة بعد ... نظرت اليه متأملا افكاره النيرة ... وهو يقول هما يظنان ان الحياة... عبارة عن كد وجد فقط... صدقني لا اذكر اخر مرة جلست اتحدث معهما ... يأتي ابي بعد منتصف الليل مرهق من تعب العمل وينام...وحين اذهب اليه اشتم رائحة الكحول تفوح من ملابسه... ثم يخرج باكرا... وكذلك امي همها الموضة فقط ... ومتابعة الازياء ... والجديد ...
     وذات مرة جلبوا لي جارية تخدمني لتغيبهم الساعات الطوال عن المنزل ... اني فقدت حنان الاسرة لدرجة انني شعرت باني عالة عليهم ... فاهرب ابحث عن الحنان في المدرسة او عند الجيران ...هما لا يعلمان عني شيء فقط يدفعون لي الرسوم... كنت استمع اليه باهتمام شديد ... احسست وقتها بان هذا الغلام جاء كي يعلمني... مسؤوليتي تجاه اسرتي ((ليس نقود وملابس واكياس طعام... بل هي اكبر من ذلك)) ..."وعلمني ان وجودي مع اولادي اهم من ذلك " ومازال يسرد لي الاقاصيص... وادركت ان قدراته وذكائه اكبر من عقولنا رغم انه لم يبلغ سن الرشد بعد ... قال لي يا عمي سأصدقك القول... انا اتغيب عن دروسي ولا احد يعلم لماذا افعل ذلك.. ولا احد يسألني ... لا احد يدري اسباب غيابي.. فقط اعاقب ...حتي المحيطين بي لا يعلمون ابسط اشيائي ، يظنون ان التعامل مع الاطفال سهل ... ولا يدركون انه سيجلب لي ولهم الكثير من المخاطر التي قد تجعل مني شخص اخر عدائي او متوحد ... قد ارتكب بعض الحماقات و الأخطاء واسبب لهم ولغيرهم الاحراج مما يؤثر سلبا في النهاية على انطباعاتهم عني.
        أحيانا اشعر بالتوتر والخوف الشديد حينما اقول لابي ... اود ان نخرج سويا لنقضي بعض الوقت معا... فيرفض... وأحاول مجددا... فيزجرني وينهرني ويبرر ذلك ... قائلا ليس لدي وقت... فالعمل يأخذ كل وقتي ... يا عمي لا اخفي عليك اكثر ما يحزنني وسبب هروبي هو انني اكتشف ان ابي يتعاطى الهيروين ... ويتغير اسلوبه وشعوره نحونا ...وكثيرا ما اسمع صوتهما يعلو ويتقاذفون بالتهم والالفاظ البذيئة..
هذا المشهد يتكرر يوميا ... والادهى من ذلك رأيت اخي اكثر من مرة يدخن ... واكتشفت ذات يوم أنه يكثر من شرب الخمر واستنشاق المخدرات مع اصدقائه ولا يدري احد بذلك ... عندها اجهشت بالبكاء ...فقال لا تنظر الي جسدي النحيل وعمري الصغير بل انظر الي ادراكي وعقلي ... كلمني بعقلك لا بعاطفتك. فالتعامل معنا بذلك الشكل خطأ جسيم لا يدركه المجتمع ، ولا أزال استمع الي كلامه الذي كاد أن يؤخرني عن موعدي مع حبيبتي ...وخشيت أن أتأخر عليها ولكن حديث هذا الغلام فيه كل العجب وبالفعل كلامه يستحق الاهتمام. ، فقد تأثرت بشأنه ونصحته وتركت خطاب لدي بوابهم.. كتبت فيه لوالديه بعض النصائح بتحريك مشاعرهم نحوه ، واستلطفتهم ان يعاملونه بترقب وحذر. وحين ودعته لاحظت أن حالته المزاجية تغيرت وافكاره تحسنت... بمحادثة مع شخص غريب مثلي ، ولا جدوى من أي مجهود ابذله اكثر من ذلك..
       وفجأة لاحت لي صورة امرأة جميلة تقترب مني عبر المرآة ... لفتت انتباهي وهي تقود سيارتها تلاحقني... استغربت ذلك وخففت من سرعة السيارة وتوقفت جانب الطريق... ركضت نحوي بسرعة غريبة تشكرني... لا ادري علي ماذا ولكن فجأة تذكرت شكرتني علي الاهتمام بصبيها فقلت ذلك. واجبي ارجوك ان تهتمي به... طلبت مني ان اصحبها الي المنزل ... ولكن اعتذرت باني لي موعد مهم جدا جدا جدا ..اخشي ان أتأخر عليه... وبعد إلحاح شديد... اخيرا اقتنعت واهدتني بعض العطور... وذهبت من حيث اتت وواصلت السير... وبينما ان اقود سيارتي مسرعا ... مر بي طيفها عابرا ... وقتها تذكرت الأشخاص المقربين منها لا ادري لماذا ، وافكر كيف اقتحم خصوصيتها رغم انني اشعر بقربها مني رغم المسافات والفيافي .. بماذا؟ وكيف اقابلها؟ ... وفجأة سمعت صوت صراخ داخل سيارتي... كاد يفقدني صوابي...فنظرت الي الخلف ارى ما لخطب...
***********
..الي اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله ...
الوعد المنتظر... الحلقة (9)
بقلم 🏾قرشي الطاهر القرشي

. ..الوعد... المنتظر.. ح10
📝بقلم // قرشي الطاهر القرشي 🖊
************

نظرت الي المقاعد الخلفية للسيارة فلم أر شيئا ... فاضطررت الي التوقف على جانب الطريق كي اتفحص وابحث تحت المقاعد ... لم ألبث إلا دقيقة حتى زال القلق عندما عرفت أن مصدر الاصوات لم يكن صراخا كما رسمته لي مخيلتي ... بل كانت اصوات قطتان حبستا نفسيهما داخل السيارة تحاولان الخروج ..
أفرجت عنهما و اعربت عن سروري وسعادتي بابتسامة ..انطلقت اعاود السير مجددا... وبعد اقل من كيلومتر انتهي امامي طريق الاسفلت قريب من مجري النيل ثم اتجهت صوب المرسى لأعبر الى الضفة الاخرى ... ولاحت لي علي البعد مجموعة من السيارات على متن المعدية في طريقها إلى الضفة الاخرى ...زدت من سرعة السيارة حتي اتمكن من الوصول فاعبر قبل ان يزدحم المرسى بالمزيد من السيارات...وحين وصلت وجدت صفوفا من السيارات تقف الواحدة تلو الأخرى في انتظار دورها ... نظرت فوجدت أن المعدية لم تتحرك في اتجاهنا .. ترجلت من سيارتي ... أشعر بصداع طفيف... فتذكرت اني لم اتناول شيء سوى بعض الكعك مع امي الحبيبة حينما كنت خارجا من المنزل... واتجهت نحو مطعم صغير لا تناول وجبة سريعة حتى اسكت ضوضاء معدتي ...وكانت ضفة النهر بالنسبة لي آنذاك بمثابة استراحة على الطريق... وبعد ان تناولت وجبة خفيفة كان لابد من ان احتسي فنجان قهوة لعلي اطرد بقايا الصداع ...
كان الوقت يقترب من الظهيرة فكان لا بد لي ان اجمع الظهر والعصر معا لأني علي سفر وبحمد الله صليت..
وفجأة انتبهت الي ان اليوم هو الاثنين ... لم اصدق ذلك وازداد سروري ...فلم ﻳﻜﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻷثنين الذي وافق الرابع والعشرون من شهر
آﻳﺎﺭ للعام (2015م) ﺗﺎﺭﻳﺨﺎً ﻋﺎﺑﺮﺍً ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ لي. فقد صادف هذا التاريخ يوم ميلادي... صدفة غريبة ان يتزامن موعد اللقاء وتاريخ الميلاد ،، وقتها شعرت بتفاؤل كبير... ونهضت من سجادتي وتوجهت اري من يسبقني في العبور الي الضفة الأخرى... استأذنت من بعض اصحاب المركبات بالعبور قبلهم فأذنوا لي بذلك.. فتحت باب سيارتي البكس 83 ... جلست علي المقعد وانزلت الزجاج قليلا وشغلت المحرك... وصعدت على متن المعدية... كان منظر النيل لا توصف روعته تمنيت وقتها لو تتحقق كل الاماني الحالمة ... بحمد الله عبرت الي الضفة الأخرى وحملت معي مجموعة من الرجال والنساء يقصدون موقف الباصات... في طريقي.. كأنت من بينهم امرأة بلغت من العمر عتيا تحدثني عن شبابها...وجمالها... الذي سلبته السنوات.. وتعظني ان لا اغتر بالدنيا فهي ليست دارا للخلود... ذكرتني تلك الفاضلة بالصلاة علي المصطفي صلي الله عليه وسلم ... ونصحتني كثيرا... وذكرني حديثها.. جدتي رقية رحمها الله... واخيرا وصلنا الي الموقف ونزل كل من كان معي شاكرا...مبتسما داعيا لي بالخير والبركة والزيادة في الرزق...
استقبلت طريق الاسفلت مرة اخري... بفرحة عارمة وصعدت كنت اسير بأقصى سرعة لا يشغلني الا التفكير في من ستكون حبيبتي بعد انقضاء هذا اليوم... الشوق يحرك كل ما بداخلي من الاشواق والاحاسيس ... والحب يشعرني بالسعادة ...كان صوت الراديو يؤنس وحشتي كأنما علم الجميع او قيل لهم اني اسابق الريح من اجل لقاء محبوبتي... اطربني صوت العطبراوي... من يوم شفت وانا حبيت... وكذلك صوت ترباس... يا عيني تعاينن جننتنو قلبي .. وسيد خليفه يا صوتها لما سرى عبر الاثير.... واخري.. انتي السماء بدت لنا واستعصمت بالبعد عنا...وكان عثمان حسين يتغنى صدقيني... و عبد العزيز المبارك...بتقولي لا.. خليل اسماعيل يقول... بسحروك لو شافوا الخدود... بينما كان وردي يتغنى بثلاث اغنيات اعشقها... لو بهمسه قول احبك... وامير الحسن لو تسمح ظروفك... واقابلك في زمن ماشي وزمن جاي وزمن لسه... وبينما انا علي هذا الحال اسير علي الطريق بأقصى سرعة... تراودني الأحلام الوردية.. مرة أشعر بالفرح والسرور و تارة أحس بالرهبة ...
مرت أكثر من نصف ساعة من القيادة السريعة بعد ان تعديت النيل وعاودت السير علي الطريق منطلق بأقصى سرعة من ماكنت اقود... وذهني مشغول بأميرتي... ولمحت علي بعد امتار مني عدد من السيارات تقف جانب الطريق ... ظننت ان هناك حادثا فقللت من سرعتي وفجأة ... ودون سابق إنذار يستوقفني شرطي المرور على جانب الطريق ، كان ذلك عند الثالثة تقريبا..
لم انظر الي الساعة وقتها ولم اعلم ما هو خطب ذلك الشرطي لكن حتم علي الوقوف انصياعا للقانون واحتراما لمرتدي الزي الرسمي "الكاكي" ... زادت خفقات قلبي ليس خوفا من الشرطة فالشرطة في خدمة الشعب ... ولا خوفا من دفع غرامة أو كذا ، ولكن خوفا من التأخير ...
يسألني الشرطي : لقد التقطتك الرادار وأنت تقود بسرعة 200 كلم/ساعة ..
او لا تعلم انك قد تتسبب في حادث مؤلم لك ولي الاخرين؟؟
هل أنت مخمور ؟؟
ترجل من السيارة وقابل الضابط ....
ذهبت للضابط ووجدت أمامي صفا طويلا من المنتظرين... جن جنوني وانهارت أعصابي ... صحت بأعلى صوت ... لدي موعد مع حيااااااتي ..
دهش كل من سمع الصياح...
ولكن لم يعيروا الأمر اهتماما.
انتظرت قرابة نصف الساعة حتى دفعت الغرامة .. كل ذلك بسبب إيصال إلكتروني....و رداءة الشبكة اللعينة في تلك المنطقة وذلك الوقت بالتحديد .
ركبت سيارتي مغادر المكان بعد أن صببت جام غضبي على شرطي المرور وفجأة نادني الضابط مرة اخرى بطريقة مستفزة..

***********
..
الي اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله ...
الوعد المنتظر... الحلقة (10)
بقلم 🏾قرشي الطاهر القرشي
ت... 0111059942

. ..الوعد... المنتظر.. ح11
📝بقلم // قرشي الطاهر القرشي 🖊

ركبت سيارتي مغادرا المكان بعد ان صببت جام غضبي علي شرطي المرور ..
فجأة ناداني الضابط مرة اخرى وبدا الحزن في نبرات صوته ...قال لي :
لا تتصرف بطريقة تجعلهم يشكون في أمرك فالقلق والتوتر ظاهر علي وجهك لكن بشاشتك تدل علي انك رجل طيب فدع الامور لله وسوف تنال مبتغاك بإذنه .. ثم تابع بلهجة هادئة مستفزة ... وقال المعذرة اخي الفاضل ما لهذا استدعيتك رغم اني مشغول وددت ان انبهك ان محفظتك قد سقطت ... وانك نسيت ان تأخد قلمك مني ... وايضا رخصة القيادة تركتها معي... نأسف اخي الفاضل علي تأخيرك فقط هذه اجراءات قانونية لابد من ان نقوم بها... ولك العتبى حتي ترضى ... كلام ذلك الضابط اراح اعصابي وهو دلاله علي ثقافته وحسن خلقة واحترامه لبدلته العسكرية... وتقديره لحقوق الانسان... وتمنيت ان يتحلى كل من يعمل في وظيفة مهما كانت بتلك الصفات الحميدة وبهذا الاسلوب الراقي ... فالسلوك الطيب والتعامل الكريم سنة الانبياء عليهم افضل الصلاة والسلام .. كما هو سمة من سمات الامم المتقدمة ... شكرته ... واستأذنته بالذهاب .. فسمح لي ... وصعدت مرة اخرى طريق الاسفلت و واصلت السير والشوق يغمرني الي معشوقتي... ذات العينين السوداوين .. والبشرة السمراء المائلة الي القمحية ... وفي تلك الاثناء نظرت الي عداد الوقود فوجدته اوشك علي النفاد ... وتابعت سيري بحث عن محطة وقود ... واخيرا لاحت لي من علي البعد ولحسن حظي لم يكن هناك صف فقط عربتان ... وفي اثناء تزودي بالوقود ناداني احدهم بأسمى داخل استراحة محطة الوقود مدعيا انه كان زميلي عندما كنت اعمل في احدي المؤسسات الحكومية قبل ست سنوات...حاولت مجتهدا ان اتذكر ... لكن دون جدوى فانا لم اعمل طيلة حياتي بمؤسسة حكومية... بل انا موظف حسابات بشركة خاصة.. وفجأة تبسم ضاحكا واعتذر لي بابتسامة لا يزال طيفها يلوح في خاطري.. وقال ههههههههه (يخلق من الشبه اربعين) اسف سيدي قد شبهتك... وقلت في نفسي سبحان الله حتي الاسم متطابق.. تعجبت من ذلك الامر وعدت الي سيارتي واشعلت المحرك من جديد وانطلقت نحو غايتي المنشودة... والتفاؤل كان سيد الموقف.. شغلت مسجل السيارة من جديد واطربني صوت عبدالحليم حافظ وام كلثوم وادهشني جمال صوت فيروز... وتارة اسمع .. مصطفي كامل وهاني شاكر... ويعيد في ذاكرتي.. ذكرى ايام خوالي ... من سعادتي وفرحتي شعرت كأنما شمس الأمل أشرقت تعلن عن بدء يوم جديد حافلا بالمفاجآت الجميلة ... وكان الجو منعشا ..احسست بالجوع ... فتناولت وجبة خفيفة ... وفتحت نوافذ سيارتي ...فشعرت برائحة الدعاش تداعب شفتي بخفة كأنها نسمة فرائحيه.. او نسيم الصباح العليل ...شعور غريب انتابني ... وسبحت في سراب مخيلتي تمر من أمامي اجمل الذكريات في رحلة إلى عبق الماضي وسحر الطفولة الخلاب وكانت بسمتي تحتل مساحة واسعة من وجهي كأنها ترسم لوحة بديعة المنظر في شفتي... ودموع الفرح المخلوط بذكري التأسف علي ما مضى كان حاضرا علي خدودي ... شعور لا يوصف ... وفجأة نظرت بطريقة خاطفة امامي مباشرة فرأيت ما كنت اخشاه ... مما أدى إلى تسارع دقات قلبي لتخفق بعنف شديد .. وشعرت وقتها بأن روحي قد تنتقل الي الرفيق الاعلي في اي لحظة ... ولم تشأ عيناي المحمرة من هول المفاجآت أن تنظر مجددا الي ما رأيت ... ولكني سرعان ما استجمعت قواي ونهضت من مقعدي مذعورا فضرب راسي سقف السيارة ... بقوة حتي شعرت بالألم يسري في كل جسدي... وسقطت على مقعدي دون حراك لا أدري اين انا... ولا اعلم هل مازالت السيارة تسير!؟ ام انطفئ المحرك...؟! ام انحرفت عن طريق الاسفلت ...؟!

..الي اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله ...

. ..الوعد... المنتظر.. ح12
📝بقلم // قرشي الطاهر القرشي 🖊


وأخيرا وجدت نفسي في مكان لم أكن أنوي الوصول إليه .... لكن ارادة الله جلبتني الي ذلك الطريق الوعر لامر يعلمه هو وحده ... 
طريق خطر يعج بالحيوانات المفترسة التي تفتك بضحاياها ولا يرمش لها جفن قط..
يمكن ان اقول طريق مليء بالمفاجآت والمخاطر لحسن حظي وسوء حظي توقف محركة السيارة تلقائيا ... وادركت انني دخلت في غيبوبة دامت دقائق خمس ؛التقطت كاميرا السيارة صورة لي وقد كنت نائما بعيون مفتوحة .. كأنما جفوني تخاصم بعضها بعض وتابى ان تضم احدهما الاخري علي غير العادة... ويعود ذلك الي انني لم انم طيلة تلك الليلة مابين قلق وشوق... حينما افقت من غيبوبتي رأيت احد الاسود تقف بجانب صندوق يصدر منها صوت طفل حديث الولاده ... كأن ذلك الغضنفر علي وشك التهامه... كان يلعقه بلسانه... وبامكانه ان يبتلعه في لقمة واحدة... تحرك داخلي شعور الانسانية وفطرتها التي تراود أي قلب حي... والتي افتقدها كثير من الناس في زماننا هذا... تناولت عودا وركضت بكل ما اوتيت من قوة اردد في نفسي اما ان ننجو انا والطفل معا او نموت معا هكذا علمتني اخلاق عشيرتي...وديني وادأب ابي وجدي ورثني الهمة والشجاعة والحلم... الان انا و الاسد سنخوض ذلك العراك ... الشرر يتطاير من اعين كلانا... في ذلك الممر الضيق علي حافة طريق الاسفلت في نهاية تلك الغابة الموحشة في وضح النهار... حينما وصلت ذلك الغضنفر ... لقنت نفسي شهادة ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله... وقلت في نفسي سالقن ذلك الاسد درسا لن ينساه طول حياته اذا لم يمت بعصاتي تلك ... ولكن حينما علم الاسد نيتي لقنني درس ساحتفظ به طوال عمري ... لم يعرني اهتمام بل طأطأ راسه وانحنى لا اسمي ذلك خوفا مني او انهزام منه... ولكن هو الله الذي وهبه الرحمة علي ذلك الطفل اللقيط حينما افتقد رحمة ابويه فسبحان من هو ارحم عليه من والديه ... انهمرت دموعي من فعل ذلك الاسد الشهم وابتعد الاسد واختبأ خلف احدي الاشجار كي يجعلني اطمئن اكثر ... حينما حملت الطفل... وقلت في نفسي سبحان الله الذي جعل الرحمة حتي في قلوب الحيوانات ولا سيما الأسود... بينما نزعت من قلوب بعض البشر... سبحانه جل في علاه ففي تسطيره وتدبيرة المواعظ والحكم ... ندمت علي سوء ظني بالاسد فقد اتهمته بيني وبين نفسي انه يريد ان يلتهم ذلك الطفل البرئ... لكن تصرفه كان انبل من ذلك ... كان ينظف عنه الاتربه ويغطيه بشعره من حرارة الشمس الحارقة بصبر كأنه صبر علي عبادة مفروضه عليه ... علم ان جسد الطفل مازال ضعيف ولو حمله كأبنأه قد تفتك به مخالبه وتؤلمه .. لو حمله سيتأذى حتي الموت ... فوقف كأنما تلقى تعليمات من إدارة عليا بثبات وشجاعة ومروءة ورحمة مصدرها رب السماء ... فصرخت بأعلي صوت عندي... قائلا ...حقا تستحق لقب ملك الغابة بجداره وتستحق انماط واوسمة ... حملت الطفل الي سيارتي ابحث عن اقرب حضانه او دار رعاية لفاقدي الوالدين.. اطمان الغضنفر علي الطفل ثم توارى عن ناظري ورحل ... ولكن راودتني كثير من التسأولات ماسبب كل هذا.. لماذا نفعل كل هذه البشاعة ... والشراسة ... وقد مضي عهد الجاهلية منذ اكثر من... 1437عام ...
اليس الزواج ارحم من مايحدث من حولنا ... ؟!!
وقتها فقط تذكرت غلاء المهور... وتكأليف الزواج... والطقوس الدخيلة عليه ... وعلي مجتمعاتنا ....واختلاف المستويات المعيشية له اثرة الكبير في نفسيات الطرفين ... وقصص الحب الطويلة تحت مسمى اكون نفسي وقد تستمر عشر سنوات ... وغالبا ماتنتهي بزواج مغترب ميسور الحال ... ويضيع الحبيب بين انياب الدولارات التي جلبها المغترب ... ويتغني ... عليه بعد حين عبدالرحيم ارقي .. اغنيته الشهيرة جن الريد ...وايضا الرفض غير المبرر (البت دائرة تقرأ.).(الشورة ماتمت) . والرفض الاخري بسبب الجنس اوالعرق اوالقبيلة وغيرها...
فعلمت انها تلعب دورا كبير في ذلك... فصمت وتركت ذلك الي اولياء الامور واولو الالباب...فهم اكمل عقل مني وافصح لسان ... وافقه دين.. واخيرا وصلت الي اقرب قسم شرطة ولحسن حظي كان داخل الدار... وبقرب النيابة... سلمتهم ذلك الطفل الضابط المناوب ... وتحروا معي وبعد العرض على النيابة قام وكيل النيابة ... بتكليف أحد الضباط بالقسم لعمل المعاينة على مكان العثور على الطفل، لبيان ما إذا كان متعمدا من عدمه، طلب تحريات المباحث حول الواقعة وظروفها وملابساتها، ومحاولة البحث عن ابويه او عمدة المنطقة وتستوفي الأوراق بسؤال رجل الإدارة بالمنطقه المعثور على الطفل بها عن معلوماته حول الواقعة، واخيرا تم تسمية الطفل... وعندما فكرت بالذهاب.. قيل لي اترك رقم هاتفك النقال... وضعت رقم جوالي في القسم وانصرفت... إلى مواعيدي... عدت الي سيارتي مسرعا لتعويض كل ذلك التاخير... واثناء القيادة الممتعة وانتعاش الجوء... سبحت في احلام اللقيط وانا اتذكر معشوقتي التي لمحت فيها جمال الحياة وروعة الكون... فهي الاحب الي قلبي... وأخذت أمتع ناظري سابح في بحور جمالها كلما حاولت الخروج أزداد غرقا في سحر جمالها الفتان ... وحينما تغنت فيروز... بأغنيتها ساعات... وقالت يسمعني حين يراقصني كلمات ليست كالكلمات... ويحملني.... الخ... كنت آنذاك انا بطل الكليب... وهي مدللتي.. انكشف سر مخيلتي وما اكنه من حب الي الجميع ... فأنا لم أرها منذ سنوات... واشواقي تسابق الريح... لكن الطريق مازال طويل بالنسبة لمقدار شوقي..
وفجأة رن هاتفي الخلوي... وايقظني من اجمل احلام اليقظة ومن امتع اللحظات كان الرقم غريب جدا لدرجة انني خلته سيؤخرني عن موعدي واقول مرة اخشي يكون خطب جلل يؤجل موعدي..!!
لا لا قد تكون هي المتصلة لتأكد لي انها تنتظر قدومي بفارق الصبر.!! لا اظن ذلك ... وتارة استنكر ذلك ... واعود مجددا واقول لعل الرد علي الهاتف يقلل من تضجري وخوفي.... !! لا لا.لا لا.قد يكون هذا الهاتف يطالب بإستدعاي مجددا الي القسم وسيؤخرني ...!!
أخذت أتنفس بعمق شديد كنت أتمنى البكاء إلا أن الدموع ترقرقت داخل المآقي وتأبى النزول ... سرعان ماتبدل حالي الخوف والاحتياج واللهفة والشوق والشجن والحسرة كان تشكل شعوري في ذلك الحين ...وحتي الان لم اتخذ قرار بأن ارد ام ارفض.... ورفعت كلتا يداي لرب العرش العظيم داعيا ... أن ينتهي هذا اليوم على خير... وان يثبت قلبي عند المصائب... وأن لا يضيع كل تعبي هباء منثورا...

***********
..
الي اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله ...


. ..الوعد... المنتظر..  ح13

📝بقلم // قرشي الطاهر القرشي 🖊

يرن جرس الهاتف برقم غريب.. وقلبي لا يطاوعني على الرد ... فهو مشغول ومقبوض بعض الشيء... وكل تفكيري ينصب في مواعدتي وصورتها المنحوتة بين جفوني ... اه اهه لو تدركين روعة اللقاء ...!! وليتك تعلمين من أنت بالنسبة لي ...؟!!
أنت عيوني لا بل اغلي من نور عيوني ..!. صدقيني حبيبتي حينما اشتاق لعينيك انظر الي السماء ربما المح طيف عيناك يناديني ... وحين استسلم لنوم هنيء أراك ملكة احلامي...وعندما استيقظ من نومي... اغوص في عمق احلام اليقظة وروعة اللقاء المنتظر وأراك شمس تضئ لي عتم الحياة... وأشعر بيديك تحتضن يداي ... واتمني ان لا أنزعها ..
لازال صدي صوت همساتك يُطرب أُذناي منذ اتصلت وحددتي موعد ومكان اللقاء..!
اه لو تدري كم انا مشتاق..؟؟
ان اطوقك بين يداي... ! وكم مشتاق ان اسامرك والقمر والنيل يستمتعان معي بروعة وجودك... ودائما كنت ارددها وانا في الطريق واقول ...ااه لو تعلمين أنك أنت وَحدك من اصطفى قَلبي ... وتنادي عليك بشغف دقاته ، ليتك تدركين ان ُغراميُ ِبك كُلَ يَوم يزيد اكثر فاكثر فاكثر ... وبينما انا افكر واسبح في طيفك ايقظني صوت الهاتف من عمق تفكير.. فلم يمل المتصل .. فواصل في الرنين .. عجبت من الحاحه ... مما اضطرني أن ارد ...
اه... من ذلك الصوت... كان صوت عشقته وادمنته منذ زمن بعيد ... جماله لا يصفه الواصفون ... كانت تلك اجمل هدايا ربي ... كأنها احست بما يحدث من حولي.. منزعجة تسالني هل انت بخير...؟
كان قلبي مقبوض عليك بشدة اخبرني هل انت بخير ؟...!!
لا تخفي عني شيء ماذا اصابك ... ؟
كانت صاحبة الصوت أحب النساء الي قلبي ... ولن احب امرأة بمقدار ما احببتها... قالت احسست كأنما غرز خنجر فى صدري منذ خرجت كل دقيقة قلبي يحدثني عنك وهواجس التفكير تربكني عليك ... كانت تناديني يا ولدى حبيبي هل انت بخير.. ؟
هل أصابك مكروه...؟؟
كنت اسمع صوت انفاسها شهيقا وزفيرا... ؟' ....
بمجرد ان سمعت صوت امي احسست بسعادة غير متناهية تجتاحني.. ونسيت كل ما حدث اثناء رحلتي الي الخرطوم ... حينها توجهت باسمي آيات الشكر الي رب السماء والارض ... فأخذت الهاتف واحتضنته ففاض من عيناي سيل من دموع الفرح وغسل كل احزاني .... وقلت الحمد الله .
وحينها شعرت كأنما كل احزاني هوت عن قلبي وتدحرجت وسقطت بعيدا عني... وشعرت بالسعادة تسري بمجاري الدم مني.. بسرعة غريبة... ...وتأكدت وقتها ان كل ما في الدنيا لا يساوي حنان ورقة قلب (الام) ... فقلت : لي امي لا تخافي وتقلقي علي إلي هذا الحد فأنا كبرت واعرف الصواب من الخطأ وادرك جيدا ما افعل ... تبسمت وقالت مهما كبرت يا ولدي ... انك في عيناي ذلك الطفل الصغير... الذي ما زل يحتاج الي حناني ... وقالت يأبني عندما تتزوج وتنجب أبناء وقتها ستعرف مقدار خوفي وحبي إليك... قلت امي احس ان لديك كلام تودين ان تقوليه .. قالت اجل يأبني ..وقالت :حينما تصل بالسلامة ...وترى معشوقتك... لا تسأل عن ماذا تملك من قطعت من اجلها كل تلك الكيلو مترات لا يهم كثير اين تسكن في بيت من الطين ... او القش ... او قصر مليء بالخدم ... فكل تلك نعم ستزول... ولا تنظر الي جمالها وتفتتن به فالجمال يسلبه الزمان... ولا يبقي الا الخلق والآدب... بني اخشي عليك ان تفتتن بأموال لا حصر لها قد تكون ثرية وتشغلك عن ذكر الله وعني...سل. عن تعاملها مع والديها ... واهلها... حسبها ونسبها.. ذلك هو المهم ..
يأبني ربما لا تدرك مقدار خوفي عليك .. وما يكنه قلبي لك من حب ... لكن الايام ستثبت لك كل ذلك ... فبعض الناس قلوبهم مجرد صخرة صماء !

يخجلون من وجود امهاتهم وابائهم معهم في البيت بعد ان يبلغان من العمر عتيا... وينسوا كل ما قدماه لا جلهم ويحملاهما الي دار المسنين... ا يرضى ذلك الي نفسه او اولاده ... اعلم كم تحبني يأبني...والدليل انك استأذنت مني قبل الخروج ...وتقبلني علي يدي وراسي كل صباح وتكلمني بأدب وقلبي يقول لك : الله يرضى عليك يا ولدي . ودعواتي تلاحقك اينما ذهبت... أسلوبك وسلوكك وتعاملك معي يا ليته يدرس... حتي يتعلم كل عاق او جاحد كيف يتعامل مع والديه ... ولا يخجل في اصطحابهم الي اي مكان وإهداء اجمل ما يملك لهم... واصبحت تحدثني نفسي ... وتقول قد تهدي حبيبتك اجمل الكلام ... واروع الزهور ...واجود انواع الذهب وتهدي صديقك... ما تشاء... وغالبا تنسي ذلك القلب الحنون الذي احتواك وانت في اشد حالات ضعفك... حتي من طيب الكلام ... وتفخر بوجودك بين اصحابك وزملائك وتتضجر من حديث والديك... وهم يفخرون بك مهما كنت ... ودعتني امي بدعواتها المعتادة واغلقت الخط... واكتملت سعادتي عندما علمت ان امي وابي راضين عني كل الرضا فرضاهما يرضي ربي .. ولم يبارح التفكير خيالي ومازلت افكر في وعدي الذي اقترب وقلبي يقول.. أحبّك وبداخلي كل نبضة تخاف عليك وتخشى فقدانك...




. ..الوعد... المنتظر..  ح14

📝بقلم // قرشي الطاهر القرشي 🖊

         تحركت بعربتي مسرعا ‘ لم أرد أن يؤخرني أي أمر .. فقد تأخرت بما فيه الكفاية . مررت بعدة محطات في طريقي . في هذا اليوم رأيت مالم أره طيلة حياتي بالقرية ‘ ولكن في سبيل محبوبتي تهون كل القواسي ..
         ارتسمت ابتسامة حزينة علي محياي .. لما لمحت حشد من الناس على قارعة الطريق .. فأدركت أن حادثا قد وقع ..
      الناس متجمهرة بالمكان والسيارات يهم رجال المرور بإنزالها من على الأسفلت .. لا آدري ماذا يحدث بالضبط ..وقتها ازدادت أنفاسي تلاحقا والقلب يستنجد برب السماء .. آمال اللقاء قد ذبلت وبت أتضرع للمولى عز وجل .. لم يبقي الا القليل من الوقت والكثير من المتاعب .. وفجأة صاح رجال المرور بأن انتظر القطار قادم لا تتقدم .. وسرعانما مر القطار وعجلاته المتلاحقة .. أتجه قبالتي ذلك الشرطي وقال ما بالك تريد الإنتحار .. لم اعر الأمر اهتماما .. كنت المحها علي خط الأفق مبتسمة ترقص وتلهو علي ضفة النيل الجميل .. والحديقة الغناء .. وتتغني كلمات نزار قباني ..
  يسمعني حين يراقصني كلمات ليست كالكلمات
 يأخذني من تحت ذراعي يذرعني في إحدى الغيمات

والمطر الأسود في عيني يتساقط زخات زخات
يحملني معه يحملني لمساء وردي الشرفات
وأنا كالطفلة في يده كالريشة تحملها النسمات
        
افقت من احلام اللقاء علي صراخ أحد المارة ونظراته الحادة تجاهي عندما قذفه بقارورة  المياه علي الطريق .. تراجعت أدراجي وأصلحت تصرفي .. فتسللت من ذلك الرجل ابتسامة وردية جميلة .
        ومن علي البعد لاحظت لافتات كتب عليها .. ( النظافة عنوان الجميع ) .. وأخري ( النظافة وأجب وطني وحضاري ) .. و ثالثة ( أهتم بنظافة طريقك كما تهتم بنظافة بيتك ).
لكن وقتها كان كل تفكيري ينصب في موعدنا المنشود علي مجمع البحرين لذلك صعدت طريق الأسفلت على عجل فقد تبقى من الموعد .. ساعة ونصف ‘ وأنا أقود بسرعة وبحذر شديدين حتى لا أوقع نفسي في فخ التأخير مرة أخرى .. وبعد مضي ساعة وربع لاحت لي ( الخرطوم ) فتهللت فرحا وطربا وحمدت الله كثيرا .. ماهي الا دقائق معدودة والاقي حبيبة الروح ‘ وأنا في شارع ( إفريقيا ) قرب المطار يرن هاتفي فإذا هي (حبيبة) نعم اسمها حبيبة وهي حياتي وحبيبتي وسيدتي .. رددت مسرعا بأني شارفت على الوصول يا حياتي‘ ولكنها ترد معتذرة بأنها لن تستطيع مقابلتي اليوم لأن عمها اتصل بوالدها وأخبره بأنهم سيأتون إليهم اليوم طالبين يد ابنتهم (حبيبة) ..
       لم أشعر بنفسي بعد أن سمعت هذا الكلام ‘ لم أفق من الصدمة الا على أصوات (البوري) التي تتعالى وزمجرة السائقين بألفاظ نابية موجهة الي .. نظرت ووجدت أني أقف بعربتي عند التقاطع وقد أضاء الضوء الأخضر ومر من الزمن دقيقة عليه.. أدرت العربة مسرعا ولم أعر صراخهم أدنى اهتمام .. نظرت الى هاتفي ووجدت بأن حبيبة قد أغلقت الخط .. لم أدر ما أفعل ولا الي أين اتجه ...
      وفجأة آجدني أصرخ من الألم ودموع الفراق ترتسم علي خدي كأنما فقدت السند .. أحاول جاهدا ان اتمسك والأمل يتملص من بين يدي .. الحزن اضحى طيف يؤنس غربتي بغطاء الوجع .. و الفراق طرق أبوابي دون توقع .. مراسم الفرح ألتي لأحت لي اغلق أخر شرفاتها .. وقلبي الذى كان مشعا بالصفاء والمودة والمحبة تارة والقلق والتوتر تارة أخرى تحول كل شيء فيه الي حزن عميق حتي أخر خيوط الأمل ألتي كأنت برفقتي طول الطريق ذهبت مع مغيب الشمس ..
      ياربااااه كن معي في تخطى هذه الفترة العصبية .. أنت أعلم بما أحمل على عاتقه من محبة وأعلم بعميق جرحي ..وقتها دخلت في دوامة تفكير مجهد .. وبدأت أخلع أخر بوارق السعادة وأشرعة الأمل تطوف بي في محيط الذكريات المؤلم .. و رغم ذلك ما زال طيفها امامي مبتسمة لأ آدري أهو الاشتياق أم دموع الوداع وخيبات الوعد المنتظر لا أنكر اشتياقي بالاقتراب منها وملامسة أناملها بهدوء والعبث بخصلات شعرها كما يلهو الأطفال بشوارب الآباء .. و بقلب مرتجف أحاول الصمود والاشتياق والحنين والمؤدة تبقى أخر ما تعلق بقلبي مكالمتها الملعونة .. ليتني لم أرد ..!!
ليتني لم أتى الي هنا ..!! ليتني كنت بصحبة أمي ..!!
ليتني لم أستبق الأحداث ..!!
     عبثا قادني قلبي الي طريق المحبة ولم يكن لي من الزاد ما يكفي أن أصمد أكثر من ذلك او أكون قويا ولكن كيف لي أنسى حنيني واشتياقي وقلبي الملتهب عشقا .. ثم احسست بدوار رهيب لم ادر بعده ماذا حدث ..

. ..الوعد... المنتظر..  ح15

📝بقلم // قرشي الطاهر القرشي 🖊




. ..الوعد... المنتظر.. ح15 والأخيرة
📝بقلم // قرشي الطاهر القرشي 🖊

************

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2016 موقع الاديب قرشي الطاهر