الأربعاء، 9 مارس 2016

ليلة شتاء مثيرة وغريبة


في ذات ليلة شاتئة دامسة هادئة .. لاتكاد تسمع فيها صوتا على غير العادة ، لم استطع تذوق طعم النوم لقد حاولت مرارا ولكن دون جدوى .. قررت الخروج الى الشارع وسرعانما لبست معطفي وحملت صندوق السجائر وخرجت..
جلست على عتبة الباب الخارجي واشعلت سيجارة علها تعطني قليلا من الدفء .
دخنت السيجارة الأولى ثم تبعتها بأخرى ثم أردفتها بالثالثة .. قلما أفعل ذلك .. فلست بمدخن شره يتنسم رائحة النيكوتين ولكنه القلق والأرق الذي أضعف ذاكرتي وحرمني طعم النوم الهانئ .. وأن أحلم بها .. تلك الغزالة التي هام بها فؤادي مذ رأتها مقلتاي وذابت كل روحي عند سماع تغريدها الطروب.
يا روحي ... هوني علي!! فلست بجبل لأطيق رؤيتك مع سماع صوتك في آن واحد !
وماظننت أن الجبل يطيق هذا الذي رأيت..
أشعلت سيجارة رابعة ... وياليتني لم أفعل ... فقد هاجت الذكريات وماجت في خاطري ، ولاحت هي في الأفق البعيد تلوح بيدين مخضبتان بالحناء وعلى يسراها يلمع خاتم الزفاف كإشارة بأن
-أطردني من أعماقك أو مت غيظا- ...
ذرفت دموعا مثخنة بالأسى ،، خنقتني العبرات ولم أستطع تمالك نفسي فانفجرت بالنحيب وليته يجدي..
عقب سيجارتي يلوح لي بأن أشعل الخامسة .. ونفسي لاتطاوعني فقد رأيت مارأيت من سابقتها وأخاف أن يزداد الحزن إلى ماهو عليه .
حبيبتي ... كيف فعلت هذا بي ؟ أي قلب تحملين ؟
لو أنك شققت صدري بسيف لكان أهون علي من أراك ترحلين بعيدا عني ..
أهذا هو الوعد الذي قطعناه معا بأن نظل سويا إلى الأبد ..؟!
أهذا هو العشق الذي زعمت بأنه عشق خالد أبد الدهر..!؟
أهذه هي الجنة التي زعمت بأن نسكنها سوية ؟
لماذا تركت خناجر غدرك تجتث خاصرتي ؟
ماذا اقول وأنت بعت هواي وبعت كل تفاصيل حبي وتركتني في مهب الريح وحيدا... لا الريح تستطيع حملي فتبعدني عنك ولست أقدر على العيش دونك... أحاسيس أصبحت متقلبة...
غادرت عتبة الباب وتوجهت صوب فراشي لعلي أغفو قليلا ويأتي الصباح فتنقشع المآسي...
وعلبة السجاير ملقاة على الأرض... فكرت لبرهة أن أتخلى عن عادة التدخين ..ولكن مالبثت سوى لحظة حتى أشعلت سيجارتي الخامسة وظللت أرقب النجوم آملا بجنون العاشق مهيض القلب أن يلوح وجهها متلألأ في السماء فينطفئ لهيب العشق في داخلي.. مرت الدقائق والساعات ولم أنل ما أريد ..ومازال الأرق يسيطر علي ، لازلت اتقلب علي فراشي . لا أفكر في شئ سواها... مما يدفعني للجوء إلى مسكن آلام الحب ومضمد الجراح ، أدخن كاني أود ان احرق صدري... اصبحت مدمنا ... ليتك تأتين ،،فأترك الدخان لأجل ناعستيك وأكون أميرا لقلبك من أجل وجنتيك وأظلل سماءك وأملأ حياتك عطورا وأضيئ لياليك نورا.. لأجلي أنا ... يا إلهي ماأطول هذه الليله...
ما أكثر نجومها ، استعصى علي عدها...مازلت قلق ومتوتر... أفكر ما العمل... ءأتركها وقلبي ينزف بين قبضة يدها .. وكيف أطيق ذلك...
لا لا أستطيع... أكتملت حيرتي... فماكان مني إلا أن حملت هاتفي محاولا الإتصال بها حتى تخرجني من هذه الدوامة التي ألقتني فيها حاولت الإتصال فإذا بالصوت ( هذا المشترك غير متوفر حاليا .. الرجاء معادوة الإتصال لاحقا) ... شعرت بالسوء ولكن لم أستغرب ودارت في ذهني الظنون بأنها وضعتني في القائمة السوداء...
ذبذبات الغضب اجتمعت في داخلي أود أن اجد احدا اوشيء ألقي عليه جام هذا الغضب حتى أنفث عمابي ...نهضت من فراشي باحثا عن ملجأ أو كهف أخبي فيه همومي...امسكت علبة السجاير في يدي والقيتها عبر النافذة... لكنها لم تخرج ..اصطدمت بالزجاج وسقطت داخل الغرفة...
حين أربكتني الحيره وزاد توتري... حملت الهاتف مرة اخر ى واتصلت علي صديقي (أحمد)...
كان الهاتف مفتوحا وسمعت صوت الجرس مرات عديده... لكن لا أحد يجيب وحاولت مرة اخرى... وثالثه لكن دون جدوى...
آخيرا وضعت الهاتف بكل خيبة أمل وحاولت تجاهل الموضوع ونسيانه... لحظات قلائل وسمعت صوت هاتفي الآخر يرن ..فركضت ابحث عنه داخل غرفتي .. أبحث بفضول لم أتذكر حتى إشعال المصباح فقد كان الظلام حالكا .. فاصطدمت بالسرير على ساقي ... لم أعر الأمر اهتماما..
فقط مايشغل بالي أن تكون هي المتصلة...وقلت في نفسي إنها هي... قد تذكرتني.
ولكن خاب ظني... كان ذلك صوت المنبه... مضبوطا علي الثالثه صباحا...اغلقت المنبه ورجعت الي فراشي مكسور الخاطر...تتقاذفني الهموم والتساؤلات...ولم أستطع النوم ...
بعد نصف ساعة من ماحدث رن الهاتف مرة اخري... واصبحت ابحث عنه منزعجا لم اجد الهاتف من توتري وقلقي رغم صوت رنينه العالي... وآخيرا انتبهت إلى أن الهاتف علي يدي دون ان ادري ...لم اعلم تلك اللحظه ماذا أصنع بنفسي ..ءأضحك علي نفسي ام اشمت لحالتي وماوصلت اليه ...
ياربي.. هل وصلت الي درجة لايمكن الوصول إليها من العشق والهيام ...ام ماذا اسمي هذا... لاعجب اني لم ارد علي الهاتف لانني سبحت في سراب مخيلتي... والهاتف يرن مرة اخري...
زاد قلقي وقلت في نفسي قبل ان أرد من سيتصل بي في هذا الوقت المتاخر من الليل... اللهم اجعله خيرا...تلعثمت خائفا من خطب المتصل.. ولكن تمالكت نفسي واستعدت ماتبقي من شجاعة...وضغطت زر الإستقبال دون ان اعرف من هو المتصل... فتح الخط واختلطت علي الاصوات فقد كان الصوت غريبا بعض الشيء ، صوت لم اسمعه من قبل.. صوت كانه يستغيث.. اوصوت مريض يئن.. نظرت الي شاشة جوالي فاذا به كان صديقي (أحمد) ...كان منزعجا هو الآخر قال كيفك انشاء الله خير. لا بل كررنا نفس العباره في وقت واحد...قال لقد وجدت منك ثلاثه مكالمات .. فما الخطب يا صاح ؟! طمئني بالله عليك ...
وقتها فقط تذكرت أني انا من اتصلت عليه... وعلمت ان صوته كان متغيرا لانه استيقظ من النوم واتصل بي مباشره... كان شخص طيب القلب يفتح لك صدره وبيته في كل زمان ومكان لا يمل من حديثك مهما طال... رجلا وسيم الطلعه في ريعان شبابه... كانت له علاقات حميدة مع الجنس الآخر ...
اخبرته بما حدث وقصصت عليه الأمر بالتفصيل الممل وكان ينصحني... وانا اتحدث... كالمجنون اضحك في لحظة وابكي..
هو كان يسمعني بكل حواسه لانه هو وحده يعلم صدق حبي ويحترم شعوري.... استمرت المكالمة بيننا ساعة كاملة او اكثر ولا ازال اتحدث معه... قلت له كل مافي قلبي وافرغت كل ماكان يزعجني في صدره الحنون....
وانا ابكي حينما اذكر ذاك الخاتم الذي يزين يدها ولم اشتريه لها انا... ....مااقسي تلك اللحظات وانا اخبرت الدنيا باكملها انها هي لي .. حبيبتي ... لا بل كانت أكثر من ذلك ...
اغلقت الخط حين اشتد بي البكاء فما كان من (أحمد) الا ان عاود الاتصال بي مرة اخرى... وقال: دعني آتي إليك الآن ... كانت عبارته جميله وفكرته رائعه لو اتى سيخفف علي قسوة التفكير والوحدة التي كادت تقتلني لكني في نفس اللحظة رفضت ان ياتيني... هو صديقي واخاف عليه من وعورة الطريق وبرودة الطقس ... تحدثت معه واخبرته اني بخير لايحتاج الأمر إلى كل ذلك العناء ...ساهتم بنفسي وانسي.. فقط عد انت الي النوم... فتعب العمل ارهق كاهلك.... لم يقتنع (أحمد) بكل ما قلت ...اصبح اكثر قلقا علي الآن... التوتر سلب نوم عينيه السوداوين لكن احترام كلمتي واحترام الصداقه جعله يكتفي بمشاركتي عبر الهاتف فهو شخص حساس جدا يخشي خدش مشاعري لو خالفني... مازالت ساعات الليل تمضي كالسلحفاء وانا انظر من نوافذ غرفتي الي السماء لعلي احظى بفرج قريب ومازلت متوترا... اتقلب علي فراشي... واندب حظي العاثر... ولا ادري ماافعل غير ان انتظر الصباح.. هههههههه وماذا افعل في الصباح... لا ادري ...
لكن قلبي يقول لي ان الفرج قريب.... واثناء توهاني وغرقي في تفكيري سمعت طرقا خفيفا بالباب فذهبت وفتحت الباب فاذا به (أحمد)... احتضنني بلطف وحنان وطبطب علي ظهري وهو يقول... الامر لله حتما سوف يزول البأس وستحظى بكل خير... قلت في نفسي ونعم بالله امسكت يد صديقي داخلا به الي غرفتي... وكانت المفاجاءة ..
سمعت صوت والدي الحبيب يقول لي : يا خالد .. خالد صحي النوم وارح نصلي الصبح.... نهضت من نومي مخضوضا فلم اجد أثر (أحمد) وضحكت...
كان كل ذلك مجرد أضغاث احلام .. بل كانت كوابيس...
نهضت من فراشي اتثاءب وانظر الي المرآة امام سريري مباشرة... واقول في نفسي بسم الله... بسم الله ...واخيرا نهضت ... واصطحبت ابي وذهبنا الي المسجد لنصلي الصبح.... اتصل علي صديقي في الصباح قال ماتتاخر علي منتظرك جمب الطابيه.......
*********************
قرشي الطاهر القرشي
*********************
بتاريخ 5/3/2016م

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2016 موقع الاديب قرشي الطاهر