كان أول لقاء بيننا على قرووب
في الواتساب... جمال حروفها أدهشني وارتدائها للون البنفسج زاد من الأمر تعقيدا على
عقلي وكساه نوعا من الغموض، أهي امرأة حقا ؟أم حورية بحر ضلت طريقها ؟
رسمت لها ألف صورة في الخيال
وهي ترتدي كل نصف دقيقة ثوبا زاهيا يزيد من جنوني كأنها عارضة أزياء تعمل لدى شهريار
وتخاف ان يعلم شهرزاد بالأمر .فقد صار متسلط يمنع كل النساء من مخاطبة الرجال بحجة
إحتفظ بها لنفسه والمدهش في الأمر أنه متورط ومفتون بإحدي حسناوات المملكة ويخفي ذلك
خوفا من إفتضاح أمره إلا أنني كشفت الأمر مصادفة وأخبرته بأني لن أخبر أحدا بذلك فتبسم
ضاحكا وردد بلسان الحال لله درك ايها اللغزالغامض وكان كثيرا ماينفرد بجواله لمحادثتها
وهي لا تعلم انه شهرزاد بل كانت مخيلتها ترسم لها صورة ماأبهاها لفارس احلامها ...كانها
صورة شهرزاد كانت تلك الحسناء تحب الحديث معه لدرجة الإدمان وكان هو كذلك لا يعكر صفوه
إلا عدم محادثتها... لم يخطر على بالهما أو يفكرا يوما في أن يواعد أحدهما الآخر سرا
في إحدي المنتزهات أو الحدايق التي تزيدها ضفاف النهر بهاءا وجمالا ...
كانت قصة حبهما حكاية القرن
السادس قبل الميلاد ولا تزال تربطهما علاقة حب حميمة رغم انهما لم يكن لهما حظ في التواصل
الإسفيري عبر الشبكة العنكبوتية... ورغم هذا التواصل الذي دام قرونا من الزمان لم يتقابلا
على أرض الواقع ...
كان السبب في ذلك الامر ادمانهم
لاجهزة التواصل الاجتماعي بشتى انواعها... اصبحو لا يشاركون المجتمع وابتعدوا كثيرا
عن صلة الرحم الا عبر الهواتف الذكية ... وضاعت اجتهادات قيس وجنونه من اجل ليلى وحبها
سدى .فحطمت اجهزة الاتصالات قداسة الحب.... واصبح الحب لعبة كالمستديرة في الملعب كل
يود ان يفوز بها ويظفر بها فريق واحد لمدة محدده هكذا حال الحب في زماننا الا من رحم
ربي... ومايزال شهرزاد متعلقا بالورد السمراء.... ومن براءة حبهما وصدقه لم يتبادل
معها الصور كانت علاقتهما عبارة عن افتتان كل منهما بصوت الاخر دون ان يعلم من هو بل
دون ان يطلب منه حتى التعرف عن قرب والادهة مافي الامر ... انهم لا يعرفون اسماء بعضهم
البعض كيف؟؟ لست ادري.... لكن ذات مره ..... تلصصت علي كتاباتهم عبر احد الرسائل من
شهرزاد زارتني عن طريق الخطأ يتبعها اعتذار منه بعد ان اطلعت عليها وجدت مكتوب عليها...
عزيزتي الوردة السمراء...ملكة خيالي وقيثار اذني وطبل قلبي ومزمار صوتي و... ....مضى
عامان ولم نتعرف علي بعضنا البعض.... رغم الحب الذي بيننا حبيبتي لا اجد عبارات اكتبها
فحروفي خجله ان تقف امام عينيك بعد كل هذه السنين الغابره... لتقول بكل ادب واحترام
وخجل والدموع تكاد تنهمر من مقلتيها.... بعد مضي عامان من معرفتي بك ومكر الحب ...وجنونه...
حينما اسقطني اسيرا امام حصونك سيدتي واعمي عقلي وعيوني ان اسالك عن اسمك الحقيقي...
سيدتي ومليكتي ...هل احظى بمعرفة اسمك الحقيقي ؟.ام اموت وانا مدمن حروف وصوتك المغرد
علي اذني ولقب نقشته علي اسورتي التي حتما سياتي يوم واهديك اياها .... كانت الانامل
ترتعش من... ماكتب شهرزاد وكان التوتر جلي علي حروفه وكدت اشتم رائحة العرق الذي تصبب
من وجهه وهو يكتب وتلك الدموع تسيل من مقلتيه و تسير في تعرج كانها صور موجات صوتية
لقلب أنهكه الكتمان ... ومن توتره ارسلها إلي عن طريق الخطأ واستعصى عليه ان يتصل علي
ويعتذر فتكاليف المكالمات بيني وبين شهرزاد باهظة الثمن فقط امطرني اعتذارت بالرسائل
وتوعدني ان اصبح مستشارا لديه لو حافظت علي هذا السر وتناسيت ماكان.منه لانه ملك يخاف
علي كرسيه ... قلت له لدي شروط حتي اقتل سرك في محيط قلبي عمدا... فقال اطلب ماشئت
فاني لك مطيع...وكادت تجاعيد وجهه المتوتر ان ترسمها حروفه التي يظهر عليها الهيجان
...والضجيج ...وانا بكل هدو تحسست مقعدي وجلست عليه و تناولت كاس من الماء البارد وتجرعت
منتصف الكوب دون ظمأ ووضعته علي الطاولة التي افشي فيها اسراري لاوراقي الحبيبة واحكي
لها مابداخلي بكل تفاصيله رافضا كل طقوس القبيلة التي اسسها فيلسوف دكتاتوري ومات وقبل
تنفيذها وهي لا تصلح الا في عصره ... ومتجاوزا كل قوانين الحب التي يفرضها علي كل المحبين
في شتى مدارس الحب ويجعلهم اسرى لديه ... ومحاورا سلطات الفراق الفوضوية... المبعثرة
كغرف الاطفال الاشقياء لتتوقف عن هجماتها الغادرة لتنثر بذور الفتنة في ارض خصبة وتمزجها
بين ثمار الحب التي بدأت تنمو لو لا خبث الفراق والجهل ...وبينما انا اسكب الحبر علي
الاوراق سائلا ارسم به حكايات العشاق و اساطير الزائر الهمجي.. و رهبة الخفافيش الهاربة
من ضيف منتصف الليل او اعتذار لامرأة من كوكب المريخ.سلبت قلبها عفويا . .. ومازال
شهرزاد ينتظر شروطي دون ان يمل وانا غارق في احلام رسمها خيالي وكنت فيها الملك اغازل
الحروف المبعثرة علي سقف القصر بالوانها الجذابة واثوابها الزهرية وحركاتها واشكالها
كانت مصطفى علي الثقف كانها تمارس تمارينا رياضية بحركاتها المختلفة صعودا ونزولا او
تتهيا لرفع تمام السابعة صباحا للقائد الاعلى ....وكنت انظر اليها كانني ملك الحروف
...او قائدا لقوات نظامية سيرتل علي حاشيته مايريد ان ينفذه خلال اليوم ..وكانت تنتظر
مني ترتيبها علي احد القراطيس وانا لم اهتم بامرها بعد.. وكانت الحروف تنادني بصوتها
المبحوح انها ملت من الانتظار في صفوف الحزن وملت من المكوث علي دفاتري وملت من سجون
الصمت التي حبستها فيها ومن.....ومن... وتود مني ان اطلق سراحها الي افاق لا حدود لها
ولا خرائط ولا توقفها وتحكم عبورها جوازات السفر... تود مني ان اسمح لها بان تكون ربان
.... تقود سفينة العشق في محيط كالفضاء المتسع دون ان تتوقف فحروفي تحب حرية التنقل
مابين قصيدة وقصة ورواية ومقال... وماعساي ان افعل..
ولا يزال شهرزاد ينتظر ردي....
3.3.2016م الساعة 8م
بقلم قرشي الطاهر القرشي
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق